لم يتوصل امس الرئيس الليبيري تشارلز تيلور والمتمردون الى اتفاق على وقف لإطلاق النار في مفاوضات السلام في غانا، بسبب إصرار كل من الجانبين على مطالبه الرئيسة. وأصر المتمردون في المحادثات على مطالبتهم باستقالة تيلور قبل اي اتفاق لوقف اطلاق النار. وقال تشارلز بيني الناطق باسم الاتحاد الليبيري من اجل المصالحة والديموقراطية المعارض إن "استقالة تيلور جزء اساس من اي اتفاق لوقف إطلاق النار". وفي المقابل، اعلن تيلور انه مستعد للاستقالة في حال جلب ذلك السلام الى البلاد. واشترط تراجع محكمة جرائم الحرب في سيراليون عن ادانته بسبب دوره في الحرب الأهلية التي دارت في سيراليون وساحل العاج المجاورتين. ويأمل وسطاء السلام في غانا التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار في نهاية الأسبوع الحالي، الأمر الذي يفسح في المجال أمام تشكيل حكومة انتقالية ونشر قوة حفظ سلام في مونروفيا. الوضع في مونروفيا وفي مونروفيا، بدأت الحياة بالعودة الى طبيعتها امس، ولكن جنوداً افادوا ان اشتباكاً بالأسلحة الخفيفة وقع في احدى ضواحي المدينة بعد تسلل متمردين. وفتحت بعض المحال التجارية وتجولت سيارات الأجرة في الشوارع في محاولة لإعادة الأمور الى طبيعتها. وأشرفت زوجة تيلور على توزيع حصص غذائية على 25 الف مواطن لجأوا الى ملعب كرة القدم هرباً من القتال. وفي غضون ذلك، اعلن وزير الصحة الليبيري بيتر كوليمان عن سقوط اكثر ما بين 300 و400 قتيل مدني اثناء المعارك الأخيرة بين انصار الرئيس الليبيري والمتمردين. وقال ان السلطات عثرت على 150 جثة في ضاحية نيو كرو تاون وحدها التي شهدت اسوأ المعارك اخيراً. وكان مقاتلو الاتحاد الليبيري من اجل المصالحة والديموقراطية هاجموا المدينة مطلع الأسبوع ووصلوا الى بعد خمسة كيلومترات فقط عن وسطها، قبل ان يعلنوا وقف تقدمهم للإفساح في المجال امام محادثات السلام في غانا. وقال موظفو اغاثة في ليبيريا إن المعارك الشرسة شردت نحو مليون شخص في مونروفيا.