اقترب المتمردون من وسط العاصمة الليبيرية تحت غطاء قصف عنيف، فيما اعلن الرئيس الليبيري تشارلز تيلور مواصلة القتال الى النهاية. وأفاد شهود في العاصمة امس، أن قوات "الإتحاد الليبيري من أجل المصالحة والديموقراطية" المتمردة، سيطرت على ميناء مونروفيا، واشتبكت مع القوات الموالية لتيلور على نحو كيلومتر واحد من وسط العاصمة. وتركزت المعارك على جسر غابريال تاكر الذي يؤدي الى وسط مونروفيا. وفي غضون ذلك، قال تيلور في تصريح بثته وسائل الاعلام: "انا هنا مع رجال ونساء قواتنا المسلحة، اشجعهم على مواصلة القتال". وأضاف في ما يشبه النداء الأخير الى قواته، ان "بقاءكم هو بقائي، وبقائي هو بقاؤكم". واتهم تيلور المتمردين بقتل النساء والأطفال العزل، من خلال قصف مناطق سكنية في العاصمة. ورأى مصدر عسكري رفض الكشف عن اسمه ان "المتمردين يشنون هجوماً بعيد المدى بالصواريخ على مونروفيا"، لإضعاف معنويات مقاتلي تيلور. وسمع طوال ليل اول من امس، دوي عيارات اسلحة ثقيلة ورشاشة ومدافع هاون. وسقطت قذائف عدة على وسط المدينة لا سيما على وزارة الاشغال العامة. وكان المتمردون استأنفوا زحفهم نحو مونروفيا اول من أمس، على رغم توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار في غانا الاسبوع الماضي. واعلنوا ان حملتهم تهدف الى استعادة مواقع خسروها قبل مفاوضات غانا التي انسحبوا منها لاحقاً بسبب تنصل تيلور من تعهده الإستقالة. ويذكر ان المتمردين وتيلور اتفقوا على تشكيل حكومة انتقالية تدير البلاد بعد تنحي الأخير، لإيقاف الحرب الأهلية التي اسفرت عن مقتل نحو 200 الف شخص، ولكن المتمردين انسحبوا من المفاوضات بالتزامن مع بدء هجومهم. وكانت محكمة جرائم الحرب في سيراليون التي تدعمها الأممالمتحدة دانت تيلور لضلوعه في الحرب الأهلية في تلك الدولة المجاورة. ويبدو ان الرئيس الليبيري يسعى الى اسقاط تلك الادانة قبل تنحيه، خوفاً من تعقبه واعتقاله.