عام 1999 أطلقت كاديلاك سيارة الاستعمالات الرياضية "إسكاليد" وفي ذلك الوقت استغرب الجميع هذه الخطوة من صانع السيارات الأميركية الفخمة، لكنه سرعان ما سكتت كل الانتقادات عندما أصبحت "إسكاليد" إحدى أكثر سيارات كاديلاك نجاحاً على صعيد المبيعات، خصوصاً بعد تزويدها محركV8 سعة 6 ليترات، يولد قوة 345 حصاناً بدلاً من المحرك السابق سعة 5,7 ليترات، ومع هذا الطراز رفعت كاديلاك سقف المنافسة عالياً مع طرازات لينكولن "نافيغايتر"، رانج روفر، لكزس "أل أكس470" وجي أم سي يوكون وغيرها من الطرازات. تصميم أنيق ومتميز هذه السنة قدمت كاديلاك لإسكاليد ثلاثة طرازات: الأول "إسكاليد" الذي تبلغ طول قاعدة عجلاته 2946 ملم وطوله الإجمالي 4973 ملم وهو ذات دفع رباعي دائم يوفر راحة تامة لثمانية أشخاص مع مساحة مميزة لصندوق الأمتعة بقدرة 2945 ليتراً، الثاني إسكاليد "إيه أكس تي بيك أب" الذي يمثل السيارة الرياضية الفخمة المتعددة المهمات والوحيدة في العالم التي يمكن إعادة ترتيب مساحتها وذلك بفضل نظام "ميدغيت" الفريد الذي يقدم حلولاً متعددة لزيادة مساحة التحميل. كذلك يؤمن طول "إيه أكس تي" البالغ 5535 ملم وطول قاعدة العجلات الذي يبلغ 3302 ملم مقصورة مثالية لخمسة أشخاص، والثالث إسكاليد "إيه أس في" الذي يعتبر فئة مطولة من إسكاليد وهو مزود بنظام دفع رباعي دائم، والى جانب مقصورته الفريدة التي تتسع لثمانية أشخاص سعت كاديلاك الى تخصيص حيز إضافي لصندوق الأمتعة الذي يتسع لحوالى 3709 ليتراً، هذه الرحابة ناتجة من ارتفاع طول قاعدة العجلات التي تبلغ 3250 ملم وطول السيارة البالغ 5482 ملم. الطلة تؤكد بسرعة انتماء إسكاليد الى عائلة كاديلاك، وهذا ما تؤكده المقدمة الضخمة المميزة بمصابيح زينون الكبيرة الحجم والعالية القوة، فتحات التهوئة التي تتوسطها علامة كاديلاك الشهيرة تضيف اناقة لافتة وتساهم في شكل فاعل في تهوئة المحرك الجبار، ويحتوي الصادم السفلي مصابيح الضباب التي تسهل الرؤية للسائق في الظروف الصعبة وتعزز من شخصية المقدمة. الجوانب مميزة بخطوطها الظاهرة والمؤخرة لا تشذ عن قاعدة الفخامة التي تتمتع بها كل طرازات كاديلاك. الفساحة هي الصفة المناسبة لمقصورة إسكاليد الداخلية المُصممة بتناغم جذّاب ما بين الخشب المصقول والجلد الفاخر والمواد البلاستيكية. الراحة، الفخامة والتميز تشكل العناوين الأساسية عند الجلوس في المقصورة حيث يمكن السائق التحكم كهربائياً بعشر وضعيات مختلفة للمقاعد الأمامية المجهزة بنظام تدفئة بثلاث درجات تحكم للظهر والوسادات، كذلك يمكن السائق تحسس مقود إسكاليد الخشبي بأزرار التحكم المدمجة فيه والتي تسمح بضبط الكثير من الوظائف الشخصية مثل النظام الصوتي ومعلومات الرحلات وحسابات الوقود، إضافة الى مركز معلومات القيادة الذي يتوافر بثلاث لغات بما فيها العربية وهو يملك 32 رسالة معلومات للسائق الذي يُزود بمعلومات قيمة عن الرحلة من خلال كومبيوتر يعمل أيضاً كمركز لضبط القفل الأوتوماتيكي لأبواب السيارة والتحكم عن بعد وإضاءة حدود السيارة من الخارج وطلب الوضعية المبرمجة للمقاعد. ومن الابتكارات الجديدة إمكان تعديل مسافة الدواسات الى الأمام او الى الخلف بكبسة زر في لوحة مفاتيح الباب، ولإعطاء لوحة العدادات نفحة جمالية عصرية أُوكلت مهمة تصميمها الى شركة BVLGARI التي صممت أيضاً الساعة التي تتوسط الكونسول. كذلك جُهزت إسكاليد بمكيف هواء ذات تحكم أوتوماتيكي مستقل لثلاث مناطق مع برمجة فردية للسائق والراكب الأمامي وركاب الجهة الخلفية، وبنظام صوتي طراز "بوز" مع قارئ للإسطوانات مدمج بلوحة القيادة يتضمن ست إسطوانات وتسعة مكبرات للصوت تم تصميمها لتتلاءم مع مقصورة إسكاليد. ولضمان رحلة مميزة لركاب المقاعد الخلفية جُهزت إسكاليد بنظام ترفيه بتحكم آلي يتضمن جهاز DVD مع شاشة بقياس 7 إنش تتدلى من سقف السيارة مع سماعات أذن لاسلكية مع إمكان تشغيل إسطوانات سمعية وألعاب فيديو وكاميرات. زُودت إسكاليد بمحرك أقل ما يمكن القول عنه انه قوي جداً. فهو من فئة "فورتيك" يتكون من ثماني إسطوانات وتبلغ سعته 6 ليتر، يولد قوة 345 حصاناً عند سرعة دوران 5200 دورة في الدقيقة، كما يبلغ الحد الأقصى لعزم دورانه 52 كلغ/ متر عند سرعة 4 آلاف دورة في الدقيقة ويمكنه سحب او جر قاطرة تزن 3750 كلغ بسهولة تامة، ويتميز بالنشاط لأنه قادر على الإنطلاق من سرعة صفر الى سرعة 100 كلم في الساعة خلال 8,4 ثوانٍ، علماً أن متوسط وزن السيارة فارغة يبلغ نحو 2550 كلغ. هذا المحرك يتصل بناقل حركة أوتوماتيكي من أربع سرعات من فئة "هايدراماتيك" يتعامل مع محرك إسكاليد بسلاسة تامة وهو يعدّل طريقة نقل السرعة في شكل يتلاءم مع طريقة السائق وأسلوبه. لكن سواءً كانت القيادة على الطريق العادية او الوعرة، فإن إسكاليد مزود بنظام تعليق متطور جداً يتكيف مع نوعية المسار عبر مجسات تتلقى معلومات عن طبيعة الطريق لتعمد على ضوئها الى تعيير أنظمة التعليق وذلك خلال فترة لا تتجاوز أجزاء من الثانية، ما يعني توفير أقصى درجات الراحة والثبات للسائق والركاب. كذلك جُهز إسكاليد بنظام دفع رباعي دائم ذكي جداً يوزع في الظروف العادية 60 في المئة من عزم المحرك نحو العجلات الخلفية و40 في المئة نحو الأمامية منها، لكن عند إنزلاق أي من هذه العجلات يعمد هذا النظام الى إرسال قوة العزم الى العجلات الأكثر إلتصاقاً بالمسار. تحت شعار "سلامتك إهتمامنا" زُود إسكاليد بوسائد هواء تساعد في حال حصول أي حادث في تخفيف خطر الإصابة عن السائق والركاب وهي تعمل عبر مستشعرات تُثبت في الجهتين الأمامية والجانبية ومهمتها معرفة ما إذا كانت قوة الصدمة كافية لفتح وسائد الهواء. كذلك تحتوي وسائد الهواء الأمامية على مستشعرات تعمل على فتح الوسائد بنسبة أبطأ في حال الاصطدامات الأقل خطورة او عندما يكون المقعد متجهاً الى أقصى الأمام. كذلك زودت إسكاليد بنظام معرفة شغول المقعد الأمامي الذي يعمل عبر مستشعرات، تثبت داخل المقعد الأمامي الجانبي وأحزمة الأمان الخاصة به، تقوم بتحليل حجم ووزن الراكب وتفصل أوتوماتيكياً عمل وسادة الهواء في حال إستنتاجها جلوس طفل أو كرسي مخصص له في مقعد الراكب الأمامي كما جُهزت إسكاليد بنظام "ستابيلي تراك" الذي يقوم عبر أربع أقنية بتحسس إنزلاق أي إطار وحتى قراءة ردود فعل السائق ليتدخل في الوقت المناسب ليشغل المكابح بدقة وقوة كبيرتين، ما يساعد على بقاء السيارة في مسارها الصحيح، مع العلم أن إسكاليد مزود بنظام مطور من المكابح المانعة للإنغلاق "أي بي أس". إضافة الى ذلك يتمتع إسكاليد بنظام خاص للتحكم التلقائي بمستوى السيارة حتى في حال إضافة أي حمولة وبنظام صوتي ينبه السائق الى وجود أي عوائق خلفه كما يكشف للسائق الحواجز التي تبعد نحو متر ونصف المتر عن السيارة. مجرد الجلوس في مقعد السائق كان بإمكاني السيطرة نظرياً على كل ما يجري حولي والسبب يعود الى حجم النوافذ الكبير من مختلف الاتجاهات والتي تؤمن منظراً بانورامياً. وعلى رغم ضخامة المحرك، فإن الهدوء خلال القيادة كان عنواناً رئيسياً من داخل المقصورة. أما بالنسبة الى التسارع فقد كان مقبولاً مع بلوغ سرعة من صفر الى 100 كلم في الساعة خلال 8,5 ثوانٍ، وفيما يخص نسبة استهلاك الوقود، فإنها تبلغ 18,9 ليتراً لكل 100 كلم في المدينة و12,9 ليتراً لكل 100 كلم على الطرقات السريعة وهي مرتفعة نسبياً، لكن لا بد من الإشارة الى الإحساس بالثقة، الفخامة التي يؤمنها إسكاليد لركابه، إضافة الى الراحة المميزة الناتجة من أنظمة التعليق المتطورة. واللافت هنا أن ارتفاع الخلوص الأرضي الذي يبلغ 270 ملم يسمح بتجاوز الكثير من العوائق بثقة كبيرة، كذلك أظهرت هذه السيارة قدرة كبيرة على الالتفاف على رغم ضخامة هذا الطراز الذي أعتقد أنه ليس من بين منافسيه اي طراز يتمتع بمواصفاته المميزة، خصوصاً على صعيد الأداء، القوة والعزم. فرنسوا حبشي [email protected]