نجح مروان البرغوثي امين سر حركة "فتح" في الضفة الغربية المعتقل في سجن اسرائيلي والملقب ب"مهندس الانتفاضة" في اقناع مسؤولي فصائل المعارضة الاسلامية باعطاء الجهود السياسية وحكومة رئيس الوزراء محمود عباس فرصة لاختبار احتمالات السلام، لينتزع لقب "صانع الهدنة". ويقف البرغوثي 44 عاما الذي تعتقله اسرائيل منذ اكثر من عام وراء نجاح محادثات الهدنة التي ادت الى اعلان حركات "فتح" و"المقاومة الاسلامية" حماس و"الجهاد الاسلامي" في بيان مشترك عن وقف عملياتها العسكرية ضد اسرائيل. وتمكن الناشط الذي ارتبط اسمه بالانتفاضة المستمرة منذ نحو ثلات سنوات من ادارة حوار لا سابق له مع ممثلي "حماس" و"الجهاد" في دمشق. ونجح البرغوثي الذي تحتجزه اسرائيل في زنزانة معزولة في سجن الرملة عن العالم الخارجي من اقناع مسؤولي تنظيمات المعارضة الاسلامية باعطاء الجهود السياسية وحكومة رئيس الوزراء محود عباس فرصة لاختبار احتمالات السلام. وقال اليستر كروك المنسق الامني للاتحاد الاوروبي في المنطقة في حديث الى وكالة "فرانس برس" ان البرغوثي "يتمتع بحضور كبير وقدرات على الاقناع والتأثير". واضاف المسؤول الاوروبي الذي تابع حوار الهدنة عن كثب "انه رجل صاحب رؤيا ومؤثر... يمتلك قدرات تؤهله لاحدات تغيير على الارض ولا شك انه صاحب دور مهم في الساحة الفلسطينية". وعمليا استطاع البرغوثي وهو نائب في المجلس التشريعي ان يحقق ما لم يتمكن الحوار العلني الذي اجراه رئيس الوزراء الفلسطيني مع قادة الفصائل والحركات الوطنية والاسلامية من تحقيقه. وبينما انكب عشرات من ممثلي ومسؤولي القوى الفلسطينية المختلفة على جلسات نقاش في مدينة غزة، بدأت ورقة سياسية اعدها البرغوثي ونقلها من زنزانته محاميه خضر شقيرات، تؤتي ثمارها في التأثير على قاد "حماس" و"الجهاد الاسلامي". وقال النائب قدورة فارس وهو احد اثنين من قادة "فتح" المحليين كلفهما البرغوثي اجراء الحوار المباشر مع قادة "حماس" و"الجهاد" في دمشق ان البرغوثي "طرح اواخر ايار مايو الماضي رؤيا شاملة عن الوضع السياسي العام والوضع الدولي وضرورة اعطاء السياسة فرصة". واضاف ان الورقة التى املاها البرغوثي لمحاميه شقيرات خلال احدى الزيارات "تضمنت قراءة صريحة تدعو الى التقدم بهدنة لحماية المقاومة خشية من وقوع صدام بين السلطة والمقاومة نتيجة التحريض الخارجي المستمر والضغوط على الفلسطينيين". وشكلت هذه الورقة اساسا للحوار الذي اجراه لاحقا قدروة فارس وزميله في حركة "فتح" احمد غنيم في دمشق مع قادة "حماس" و"الجهاد"، خصوصا خالد مشعل رئيس المكتب السياسي ل"حماس" ورمضان شلح زعيم "الجهاد". واعتبر فارس ان "الثقة العالية التي يتمتع بها البرغوثي لدى مختلف الفصائل والحركات الفلسطينية ساهمت كثيرا في نجاح المحادثات ... لقد لعب الدور الحاسم والمهم". واكد شقيرات ان اصول عملية الحوار الناجحة تعود الى آب اغسطس الماضي عندما كلفه البرغوثي القيام باول مهمة للقاء ممثلي "حماس" و"الجهاد" في الخارج. وتابع ان "هذه العملية المتقطعة امتدت على فترات منذ بداية الحوار الفلسطيني في القاهرة العام الماضي ليتجدد بعد ذلك في شباط فبراير ويتوقف مع الحرب على العراق وثم يستأنف مجددا مع توقفها". واضاف ان "الحوار تكثف مع تشكيل حكومة" محمود عباس "وانقطع لبعض الوقت مع قمة العقبة ومحاولة اغتيال عبد العزيز الرنتيسي" القيادي في "حماس" منتصف حزيران يونيو الجاري "ثم عاد واعطى ثماره بسرعة".