بدأ 12 فصيلا فلسطينيا أمس الجمعة حوارا شاملا يستهدف التوصل الى برنامج عمل مشترك ويناقش عدة وثائق مقترحة ابرزها الوثيقة المصرية التي تدعو الى تجميد العمل المسلح لمدة عام مع التأكيد في الوقت نفسه على مبدأ حق مقاومة الاحتلال بكافة الوسائل. والتأمت جلسات الحوار الذي يعد الاول من نوعه الذي ترعاه مصر في القاهرة بعد ظهر امس بمشاركة اهم الفصائل الفلسطينية وهي حركة فتح (التي يتزعمها الرئيس ياسر عرفات) ويقود وفدها محمود عباس (ابو مازن) امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وحركتا حماس والجهاد الاسلامي والجبهتان الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين. وكاد الحوار يفشل قبل ان يبدأ عدة مرات, كان آخرها الثلاثاء الماضي بعدما علقت حركتا حماس والجهاد الاسلامي مشاركتهما بسبب عدم دعوة الجبهة الشعبية-القيادة العامة (بقيادة احمد جبريل) والصاعقة وهما فصيلان مقربان من سوريا. لكن سرعان ما تم احتواء الازمة بتوجيه مصر الدعوة لهذين الفصيلين. وعلمت ( اليوم ) أنه ستقدم ثلاث اوراق اضافة الى بعض الافكار للمناقشة بهدف الخروج بوثيقة قد تكون نتيجة لدمج بعضها كبرنامج وطني مشترك". والوثيقة الاولى هي وثيقة الوحدة الوطنية التي تم التوصل اليها في غزة في اغسطس الماضي وتحفظت حينئذ على بعض بنودها حماس والجهاد الاسلامي خصوصا حول حدود الدولة الفلسطينية التي حددت بالاراضي التي احتلتها اسرائيل عام 1967 بما فيها القدس وقرار 194 على اعتبار ان احدى قراراته تنص على عودة اللاجئين او تعويضهم وفقا للحركتين. اما الورقة الثانية فهي التي اطلق عليها اتفاق حماس وفتح" التي تم التوصل اليها خلال الحوار في القاهرة نهاية العام الماضي ولم تأت على ذكر حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية وشددت على حق المقاومة والورقة الثالثة هي الوثيقة المصرية التي سلمت نسخ منها للفصائل المشاركة. وتؤكد هذه الوثيقة، حسب مسؤولين فلسطينيين، على اعطاء جهود السلام فرصة لاثبات فاعليتها في وضع القضية على الطريق الصحيح وعلى تجميد وسائل العمل المسلح لمدة عام حتى يمكن التفاوض من أجل السلام. ولكن الورقة المصرية تطرح التجميد بعد التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في انتهاج جميع الوسائل الكفاحية (...) بما يخدم تحقيق اهدافه الوطنية وانهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس على جميع الاراضي المحتلة. كذلك تنص على صيانة وحماية حق العودة بناء على قرار الجمعية العامة رقم 194 وقرار مجلس الامن رقم 242 وباتفاق الجانبين وبما يكفل سلاما عادلا ودائما لكل من اسرائيل والدولة الفلسطينية ويحقق سلاما شاملا. وترعى مصر منذ عدة اشهر حوارا بين مختلف الفصائل الفلسطينية بدأ في مرحلة اولى بين حركتي فتح وحماس. وتوافق حركة حماس، التي سيقود وفدها الى حوار القاهرة رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل، على وقف العمليات الفلسطينية ضد المدنيين الاسرائيليين في مقابل وقف اسرائيل لكل اعتداءاتها على المدنيين الفلسطينيين. وصرح عبد العزيز الرنتيسي القيادي في حماس الخميس بان حركته لن تقبل باي مشروع او وثيقة فيها وقف للمقاومة والانتفاضة او الاعتراف باسرائيل لانها من المحرمات. وشاطره الرأي محمد الهندي القيادي البارز في حركة الجهاد الاسلامي وشدد على عدم قبول حركته وقف المقاومة مضيفا: لن نقبل بهدنة لوقف المقاومة طالما هناك احتلال لارضنا. واعلنت كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح الخميس رفضها الالتزام باي قرار بوقف المقاومة يصدر عن اجتماع الفصائل الفلسطينية في القاهرة مؤكدة عزمها مواصلة العمليات الجهادية والاستشهادية. ولكن مسؤولا فسطينيا اسلاميا اخر طلب عدم ذكر اسمه توقع ان يتم التوصل الى اتفاق يجنب المدنيين الفلسطينيين والاسرائيليين التعرض للهجمات لكنه اعتبر في الوقت نفسه ان تطبيقه صعب اذ ان اسرائيل ستقوم بالاعتداء على المدنيين في اليوم التالي لمثل هذا الاتفاق.