استمدت اسرائيل من تصريحات الرئيس جورج بوش الاخيرة ضد "حركة المقاومة الاسلامية" حماس غطاء لما اسمته "نافذة الفرص" المفتوحة امامها لاغتيال اكبر عدد ممكن من قادة الحركة الميدانيين والسياسيين في الأيام القليلة المقبلة التي يتوقع ان تشهد تحركات سياسية دولية واسعة سعياً وراء اعلان وقف شامل لاطلاق النار يمهد لعمل المبعوث الاميركي الجديد للشرق الاوسط جون وولف الذي يصل الى القدس اليوم ليقود لجنة الرقابة الدولية من اجل تنفيذ خطة "خريطة الطريق". وفي الوقت الذي وصلت فيه المواجهة بين الجيش الاسرائيلي و"حماس" الى اوجها، اكد وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني نبيل شعث ل"الحياة" ان اتصالات مكثفة تجري على المستويات كافة ومن جميع الاطراف، بمن فيها حماس للتوصل الى اتفاق شامل لوقف النار يلزم اسرائيل تنفيذ ما لم تلتزمه حتى الآن. يبدأ المبعوث الاميركي الجديد للشرق الاوسط جون وولف مهمة قيادة عمل لجنة الرقابة الدولية الخاصة بتنفيذ "خريطة الطريق"، في ظل اوضاع ميدانية متفجرة بعد اعلان اسرائيل اصرارها على مواصلة سياسة الاغتيالات وحربها "الشاملة" ضد "حركة المقاومة الاسلامية" حماس. ويصل وولف الى القدس اليوم لاجراء محادثات تمهيدية مع الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي في زيارة وصفت بأنها "تعارفية" وربما تستغرق اسبوعاً قد تستغله اسرائيل في تكثيف عمليات التصفية التي تشنها ضد قادة "حماس"، خصوصاً بعد اعلان الجيش الاسرائيلي انه تم فتح "نافذة فرص" امامه لتنفيذ خطة كان اعدها منذ فترة وجمدها بسبب قمة العقبة التي عقدت في الرابع من الشهر الجاري. وبسبب الاوضاع الراهنة، أرجأ وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز زيارة كانت مقررة لباريس للمشاركة في المعرض الجوي الدولي. وذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان موفاز قد يتوجه الى العاصمة الفرنسية الاثنين المقبل. شعث: اتصالات لوقف النار في غضون ذلك، كشف وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني نبيل شعث ل"الحياة" ان اطراف الرباعية وكذلك اليابان وغيرها من الدول، كثفت اتصالاتها خلال اليومين الماضيين بهدف التوصل الى "اتفاق شامل لاطلاق النار والزام اسرائيل بما لم تلتزمه حتى الآن". وأوضح ان الحكومة الفلسطينية تجري حواراً مكثفاً بهذا الشأن مع "حماس"، مشيراً إلى ان الساعات الاربع والعشرين المقبلة ستكون حاسمة في هذا الصدد. ... و"ضمانات موثوقة" لوقف الاغتيالات وقال مصدر فلسطيني آخر ل"الحياة" ان الحكومة الفلسطينية بحاجة الى اقناع الشعب الفلسطيني بجدوى المضي قدماً في خطة "خريطة الطريق" من خلال التغيير الايجابي على الارض، وهذا سيحمل الفلسطينيين انفسهم على اقناع "حماس" بالقبول بوقف لاطلاق النار. وأضاف ان الجهود مركزة في المرحلة الحالية على الحصول على ضمانات موثوقة بأن توقف اسرائيل اغتيالاتها واعتداءاتها على الفلسطينيين. وكان رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس ابو مازن ابلغ الرئيس جورج بوش في مكالمة هاتفية من عمان حيث توجه لاجراء فحوص طبية "روتينية" انه ملتزم مواصلة الحوار مع الفصائل الفلسطينية للتوصل الى هدنة ووقف لاطلاق النار. موقف ايجابي من "حماس" وأعربت "حماس" عن موقف ايجابي باتجاه استئناف الحوار مع السلطة الفلسطينية على لسان احد قادتها السياسيين اسماعيل ابو شنب الذي قال ان الحركة "منفتحة على الحوار مع السلطة وستتعاون مع اي دعوة من قبل ابو مازن". وانتقد ابو شنب موقف الادارة الاميركية من "حماس"، وقال ان تصريحات المسؤولين الاميركيين التي تدعو الدول العربية الى محاربة الحركة "تشجع اسرائيل على تصعيد الاوضاع وتصب الزيت على النار". ولاقت تصريحات "حماس" صدى لها في اقوال مسؤول "الجهاد الاسلامي" في قطاع غزة عبدالله الشامي الذي قال انه "لا يوجد خلاف بين السلطة وفصائل المقاومة"، معتبراً أن "السلطة وجدت ان توجهها كان خاطئا وان اسرائيل حاولت استخدامها كأداة". البرغوثي يدعو الى مواصلة الحوار من جانبه، دعا امين سر اللجنة الحركية العليا لتنظيم "فتح" مروان البرغوثي المعتقل في السجون الاسرائيلية "جميع القوى الفلسطينية الى مواصلة الحوار بهدف تعزيز الوحدة الوطنية والجبهة الداخلية نظراً للأخطار المحدقة بها". وحمل البرغوثي من زنزانته في معتقل الرملة في بيان وصلت نسخة منه الى "الحياة"، اسرائيل مسؤولية التصعيد الجاري في المنطقة ودماء جميع الضحايا، مشيراً إلى ان "محاولة اغتيال عبدالعزيز الرنتيسي القيادي في حركة حماس تفضح النيات الحقيقية لحكام اسرائيل". لقاء بين محامي البرغوثي وسليمان وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية ذكرت ان خضر شقيرات محامي البرغوثي، التقى مسؤول جهاز المخابرات المصرية عمر سليمان امس وأطلعه على نتائج الحوار بين البرغوثي وعضو المكتب السياسي لحركة "حماس" في الخارج خالد مشعل. وفيما لم يؤكد هذا النبأ من أي جهة، أكدت مصادر قريبة من البرغوثي ل"الحياة" ان "حماس" تحترم موقف البرغوثي وتجري معه، في حدود الامكانات المتاحة نظرا لوجوده داخل السجن، حوارات ومناقشات على قاعدة حماية منجزات الانتفاضة والتنسيق السياسي المشترك. "شهداء الاقصى" تتبنى عملية "حلميش" ميدانياً، أعلنت "كتائب شهداء الاقصى"، الجناح العسكري لحركة "فتح" مسؤوليتها عن عملية اطلاق النار التي وقعت قرب مدينة رام الله والتي اصيبت فيها مستوطنتان اسرائيليتان بجروج خطيرة صباح امس. وأجرت قوات الاحتلال عمليات تمشيط وبحث واسعة النطاق عن منفذي العملية، مشيرة الى ان فلسطينيين نفذاها انطلاقا من قرية بيتللو المجاورة. واستمرت حال الاستنفار القصوى في صفوف اجهزة الامن الاسرائيلية تحسباً لوقوع هجمات جديدة من "حماس"، وتحولت شوارع المدن الاسرائيلية الكبرى الى شبه ثكنات عسكرية بسبب الانتشار المكثف لجنود الجيش الاسرائيلي وافراد الشرطة، خصوصا في منطقة الشمال والوسط. في غضون ذلك، شيع اكثر من 20 الف فلسطيني الشهداء الذين سقطوا اول من امس، والذين ارتفع عددهم الى ثمانية بعد وفاة الفلسطيني سليم سعيد صالحة 41 عاماً متأثراً بجروحه جراء الغارة الاسرائيلية التي استهدفت احد قادة "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري ل"حماس". وخلال الجنازة توعدت "كتائب القسام" بتنفيذ مزيد من العمليات الاستشهادية، وقال أحد أعضاء "القسام" الملثمين من على شاحنة عليها مكبرات للصوت وسط هتافات غاضبة: "ستسمعون الرد القسامي المزلزل قريباً جداً، سنضرب في كل مكان وأي وقت نشاء وأي صهيوني كان" في اسرائيل.