في تطور لافت، أعلنت السلطات المغربية أنها تبحث عن "متهم خطر"، يعتقد بأنه فرنسي الأصل، يدعى روبير ريشار انطوان بيار، ويحمل لقبي "الحاج" و"أبو عبدالرحمن". وقالت إنه متورط في هجمات الدار البيضاء ليل السادس عشر من أيار مايو الماضي. وذكرت مصادر قريبة إلى التحقيقات أن المتهم في حال فرار من منطقة طنجة شمال البلاد على الساحل المتوسطي. وهذه المرة الأولى التي يعلن فيها تورط أجنبي في الهجمات بعدما كان الأمر يقتصر على مغاربة. ورجحت المصادر أن ينحو التحقيق في اتجاه جديد على خلفية افادات المتهمين، خصوصاً أن تصريحات رسمية صدرت عقب الهجمات أكدت أن بعض المتورطين المغاربة كانوا في الخارج من دون تحديد أي بلد معين. وترددت أنباء عن أحد المتهمين الذين نشرت صورهم، واسمه عبدالكريم المجاطي، يحمل الجنسية الفرنسية، وهو نجل ثري مغربي كان متزوجاً من سيدة فرنسية، لكن جيرانه في حي القاهرة في الدار البيضاء قالوا إنهم لم يروه منذ فترة طويلة ويعتقدون بأنه رحل إلى خارج البلاد. إلى ذلك، تحدثت المصادر عن اعتقال اسبانيين في تطوان شمال البلاد، وقالت إنه كانت في حوزتهما منشورات وأشرطة تحوي خطباً وفتاوى لزعيم "القاعدة" أسامة بن لادن، وأنهما كانا يرتديان لباساً تقليدياً. إلا أنه لم يتأكد رابط بين التحقيق معهما والتورط في هجمات الدار البيضاء. وسبق للسلطات المغربية في طنجة أن فتحت تحقيقاً مع فرنسي من أصل جزائري اسمه محمد مرابطن قبل أكثر من عامين لاحتمال ارتباطه مع تنظيمات متطرفة، غير أنها اطلقت سراحه. ويذهب بعض سيناريوات التحقيقات في اتجاه استكشاف شبكات الهجرة غير الشرعية في ضوء افادات عن محاولات سابقة للانتحاريين الذين فجروا خمسة مواقع في الدار البيضاء، أو بعضهم على الأقل، من أجل الهجرة غير الشرعية، وتردد في غضون ذلك ان الانتحاري محمد المهني حاول مرتين الهجرة إلى أوروبا، لكنه فشل. ما ساعد على استقطابه من تنظيمات متطرفة. يذكر أن الهجمات على فندق "اطلس اسني" في مراكش صيف 1994 شارك فيها فرنسيون من أصل جزائري، في مقدمهم ستيفن ايت يدر، واتهمت السلطات المغربية وقتذاك الاستخبارات الجزائرية بالضلوع في الحادث، إلا أنها في هجمات الدار البيضاء قبل أكثر من أسبوعين لم توجه الاتهام إلى أي جهة خارجية.