أثار إعلان الولاياتالمتحدة إرجاء العمليات العسكرية لتحرير الرمادي استياء وسط العشائر التي اتهمت واشنطن بالمماطلة، فيما أعلن مجلس المحافظة انه مشغول في تدريب وتسليح المتطوعين في الوقت الحاضر. وجاء إعلان وقف المعارك، بعد أسابيع من تسليح وتدريب آلاف المقاتلين، ومشاركة مروحيات «أباتشي» والمدافع الاميركية، وإعلان جاهزية 30 الف مقاتل من الجيش وأبناء العشائر للمشاركة في تحرير الرمادي. وقال الناطق باسم الدولي ضد تنظيم الدولة الكولونيل ستيف وارن ان «الجهود العسكرية أرجئت جزئياً بسبب درجات الحرارة القياسية خلال الصيف وأيضاً بسبب الطريقة التي يدافع فيها الجهاديون عن المدينة التي سيطروا عليها في أواسط ايار (مايو) الماضي». وأضاف وارن في اتصال عبر الدائرة المغلقة من بغداد أن «معركة الرمادي شرسة، لكن استئنافها وشيك». وأضاف أن المسلحين «أقاموا أشرطة دفاعية حول المدينة ونشروا متفجرات يدوية الصنع في مساحات واسعة (...) ولم يكن هذا ما دربنا الجيش العراقي على مواجهته»، وأوضح ان الولاياتالمتحدة «دربت الجيش قبل سنوات على محاربة متمردين، في حين أن الأمر الآن يتعلق بمعركة تقليدية». وأكد ان «التحالف الدولي لم يقم بأي عملية عسكرية على الأرض باستثناء مشاركته بالمدفعية بالتنسيق مع الجانب العراقي»، وأضاف أنه «تم تنفيذ 4583 ضربة جوية بالعراق من بينها 3500 نفذها بالطيران الأميركي، وتدريب 15 ألف عنصر أمني عراقي، وتقديم 450 مركبة كاشفة للعبوات، ومئتي صاروخ من نوع هيل فاير». ولكن شيوخ عشائر الرمادي أبدوا استياءهم من إعلان إرجاء معركة تحرير الرمادي، وقال عبدالمجيد الفهداوي، وهو أحد شيوخ العشائر في المدينة ل «الحياة» ان «الولاياتالمتحدة تماطل في عملية التحرير ولا تقوم بالمطلوب منها». وأضاف ان «الآلاف من أبناء العشائر أبدوا استعدادهم للمشاركة في عملية عسكرية من المتوقع ان تبدأ خلال أيام بالتنسيق مع الجيش ومكافحة الإرهاب، وتم إبلاغ العشائر بالاستعداد لمهمة مسك الأرض، ولكننا فوجئنا بالتصريح الأميركي». وأشار الى ان الأنبار «دفعت ضريبة الصراع بين الحكومة الاتحادية والمسؤولين المحليين وشيوخ العشائر سابقاً، ونخشى الآن من دفع ضريبة جديدة نتيجة الصراع الأميركي – السوري في المنطقة. من جهته، قال عضو مجلس المحافظة راجع العيساوي ل «الحياة» ان العمليات العسكرية لتحرير الرمادي تراجعت في شكل كبير منذ اسابيع، مقارنة بالأيام الأولى». وأضاف أن «القوات الأمنية تحاصر معظم منافذ الرمادي والفلوجة وتمركزت في مواضعها من دون تقدم نحو المركز بانتظار تعزيزات عسكرية وأسلحة وخطط جديدة». وأشار الى ان «المحافظة مشغولة بتدريب وتسليح آلاف المتطوعين وأبناء العشائر»، وأشار الى ان «خمسة آلاف مقاتل أكملوا تدريبهم وتم تسليحهم، فيما بدأت عمليات تدريب أخرى». الى ذلك، أكدت قيادة العمليات المشتركة عدم وجود قطعات برية لقوات التحالف الدولي في العراق، وذكرت في بيان مقتضب أمس أنها «تجدد تأكيدها عدم وجود وحدات برية لقوات التحالف الدولي في الأنبار». وأوضحت أن «عمل قوات التحالف هو الإسناد الجوي واستخدمت المدفعية لرد هجوم لعصابات داعش الارهابية قرب قاعدة عين الأسد». وأعلن آمر لواء الأسد المشكل من أبناء عشائر الأنبار العميد حمد عبدالرزاق الدليمي أمس قتل 8 عناصر من «داعش» خلال صد هجوم للتنظيم غرب الرمادي. وأوضح في بيان أن «قوة من لواء الأسد تمكنت من صد تعرض لتنظيم داعش على خطوط الصد لقواتنا في ناحية بروانة التابعة لقضاء حديثة»، وأضاف أن «اشتباكات عنيفة وقعت بين لواء الأسد وعناصر «داعش» المهاجمين، أسفرت عن قتل 8 عناصر من التنظيم وهروب البقية بعد تكبدهم خسائر مادية وبشرية». وأعلنت بعثة الأممالمتحدة في العراق (يونامي) قتل وإصابة 1933 عراقياً خلال أيلول (سبتمبر) الماضي، وأوضحت في بيان أن «717 قتلوا وأصيب 1216 آخرون». ولفتت الى أن «عدد القتلى المدنيين بلغ 537 شخصاً، فيما بلغ عدد الجرحى المدنيين 925 شخصاً (من بينهم 38 منتسباً من قوات الشرطة المدنية وأعداد الضحايا الذين سقطوا في الأنبار).