أعلن المسؤول عن قطاع النفط العراقي، ثامر غضبان، أمس الاربعاء، ان العراق يهدف الى رفع الإنتاج في حقوله النفطية الى 1.5 مليون برميل يومياً خلال ثلاثة أسابيع، بالمقارنة مع المستويات الحالية التي تبلغ 200 الف برميل يومياً، وذلك لتلبية الحاجات المحلية للبلاد من الطاقة. وقال غضبان لوكالة "رويترز" ان شبكة التصدير في حال جيدة، ولكن الأولوية الآن هي تلبية الحاجات المحلية من الوقود. وأضاف ان "1.5 مليون برميل يومياً مطلوبة لتوفير كميات كافية من غاز البروبان المسيل وكميات كافية من الغاز للطاقة وبعض الوحدات الصناعية". في لندن، ارتفع سعر برميل الخام القياس برنت في تداولات بعد الظهر الى 23.94 دولار دولار تسليم عقود حزيران يونيو. من جهة اخرى، عاودت مصفاة البصرة القديمة العمل منذ نحو أسبوع، وهي تنتج 70 ألف برميل يومياً في الوقت الحاضر، على ان تضاعف لاحقاً انتاجها، على رغم معداتها الصدئة التي تبدو وكأنها من عصر آخر. وأشار محللون الى انه بسبب الحظر الطويل، أُهملت هذه المصفاة، التي تقع في الشعيبة على مسافة نحو عشرة كيلومترات من البصرة، وانه "لم يصلها من الصيانة إلا النزر اليسير". وأكدوا انه إذا كانت لا تزال تعمل اليوم، فالفضل يعود الى الموظفين العراقيين الذين "يتدبرون أمرهم بالتي هي أحسن لإصلاح أي عطل بما يتوافر لديهم". وقال القومندان مارك تيلاي، أحد المستشارين العسكريين البريطانيين: "نحن ننتظر استثمارات جديدة"، موضحاً انه "لا بد من استثمارات بملايين الدولارات" لإصلاح هذه المصفاة التي بدأت العمل عام 1973. من جهته، قال المهندس المدني، روبرت سبيرز، الموظف لدى شركة "بريتيش بتروليوم" والذي يعمل حالياً لحساب الجيش البريطاني، ان هذه المصفاة هي الوحيدة التي تعمل في جنوب البلاد. وأضاف هذا الاسكتلندي انه يأمل الوصول الى "طاقة الانتاج الأقصى، أي 140 الف برميل يومياً الأسبوع المقبل". ويصل النفط الذي يغذي هذه المصفاة من حقول الرميلة في شمال البصرة. والكمية التي تصل يومياً عبر أنبوب يتعرض لأعمال تخريب هي نحو 80 الف برميل. وقال سبيرز: "لا أعرف من المسؤول عن أعمال التخريب هذه، إلا ان البعض يعتبر انهم من اعضاء حزب البعث". ويتجول العمال بلباسهم الأزرق اللون ومن دون خوذات في أرجاء المصفاة وسط الأنابيب المهترئة. ومع ان شروط السلامة للعمال سيئة للغاية، فان المصفاة تعمل في شكل معقول منذ ثلاثين عاماً.اما غرفة المراقبة فتبدو وكأنها من عصر آخر وتعود الى تكنولوجيا الستينات. وهناك عدادات تحصي نسبة الضغط وكمية النفط وتطبع بعض المعلومات على طابعة قديمة ولا أثر لكومبيوترات. وعلى بعد كيلومترات عدة من الشعيبة في وسط البصرة، تقف السيارات في طوابير طويلة بانتظار الحصول على كمية صغيرة من البنزين. ويخشى عمال المصفاة الذين يبلغ عددهم 3 آلاف موظف على وظائفهم في حال تسلمت مؤسسة أميركية إدارة المصفاة أن تطردهم، لاستبدالهم ربما بعمال "أكثر كفاءة".