نجح المهندسون في الجيش الاميركي في استئناف الانتاج من نفط العراق وذلك للمرة الاولى منذ اندلاع الحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة ضد العراق في مارس الماضي وهي الخطوة الاولى في الطريق إلى إحياء اقتصاد هذه الدولة التي دمرتها الحرب والعقوبات الدولية. وبهذا الانجاز الذي تحقق قبل الموعد المقرر له أعلن سلاح المهندسين الاميركي انه يأمل أيضا في إعادة إنتاج العراق من النفط الخام إلى مستوى يقدر بنحو 800 ألف برميل يوميا بحلول منتصف الصيف على الرغم من غياب إطار عمل قانوني يمكن بموجبه بيع النفط. ويأتي استئناف إنتاج النفط العراقي بينما استأنفت وحدة سلاح المهندسين ومن خلال التعاون مع مقاولها هاليبيرتون كيلوج براون اند روت (كي بي آر) وعمال النفط العراقيين العمل في أول محطة من بين عشر محطات لفصل الغاز والنفط في حقل الرميلة. وعلى الرغم من أن النفط لم يتدفق بعد عبر خطوط الانابيب إلى محطات الضخ التي تبعد حوالي 26 كم شمال شرق الزبير ومنها باتجاه مصافي التكرير في مدينة البصرة إلا انه تم الاحتفال بهذا الحدث باعتباره أول دفعة من انتاج النفط. وقال أعضاء في سلاح المهندسين الفضل في القيام بهذه المهمة بسرعة يعود إلى حماس العمال العراقيين في شركة البترول الجنوبية ورغبتهم في العودة إلى أعمالهم. وقال مهندسون إن وحدة سلاح المهندسين وشركة المقاولات قد أعادا ما يربو على ألف من العمال العراقيين إلى أعمالهم خلال الاسبوعين الماضيين وذلك بعد إجراء مقابلات معهم واختيار عناصر من بينهم وهو الامر الذي وفر أيضا رؤية بشأن عدد العاملين الذين كان يستخدمهم النظام السابق في صناعة النفط. وأبدى عمال النفط في مصفاة تكرير البصرة حماسا للعودة إلى العمل على الرغم من انهم لم يعرفوا متى سيحصلون على أجورهم. وتتراوح الاجور الشهرية للعمال العراقيين في قطاع النفط بين 25 و 60 دولارا أي (حوالي 23 الى 55 يورو.) وكان من المقدر أن تصل القدرة الانتاجية لحقول نفط الرميلة الهائلة في شمال وجنوب العراق قبل الحرب الى حوالي 1.2 مليون برميل يوميا بيد أن الانتاج الفعلي قد وصل إلى ما يتراوح من 600 الف الى 700 الف برميل يوميا جراء حالة التردي التي آلت اليها المنشآت النفطية العراقية. وقال دوجلاس فليتشر مدير عام مشروع (كي بي آر) إن محطات فصل الغاز والنفط التي تنتج 853.000 برميل يوميا في حقل الرميلة الجنوبي تنتج الآن حوالي 50 الف برميل. وسيزيد إنتاجها إلى 175.000 برميل يوميا بهدف تلبية الاحتياجات من الاستهلاك المحلي. وسوف يتدفق النفط الخام إلى محطة ضخ الرميلة ومنها الى مصفاة تكرير البصرة التي تبلغ طاقتها الانتاجية 140.000 برميل يوميا والتي أغلقت منذ 22 مارس. وقال مارك تيلي الضابط برتبة ميجور في الجيش البريطاني إن مهندسي الجيشين الاميركي والبريطاني من العاملين لدى ( كي بى آر) وعمال النفط العراقيين يأملون في استئناف العمل في وحدة لانتاج النفط الخام تصل طاقتها الى 70 الف برميل يوميا بحلول نهاية الاسبوع.وأضاف أن الهدف من وراء ذلك هو إعادة تزويد السوق المحلية بالجازولين والبنزين والكيروسين والغاز المسال والوقود اللازم لمحطات الطاقة الكهربائية. ويأتي بعد ذلك " على قائمة أولويات" سلاح المهندسين العمل على استئناف الانتاج من النفط في الحقل الشمالي بالعراق في كركوك كما ذكر كرير الذي يعتزم زيارة هذه المنطقة في الاسبوع القادم. وقد وصل الانتاج هناك قبل الحرب الى 900 الف برميل يوميا.