شدد وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان على ضرورة التقدم الملموس نحو وضع "خريطة الطريق" قيد التطبيق، فيما اكد نظيره الاميركي كولن باول ان ليست لدى الولاياتالمتحدة نية لتعديل الخريطة، وذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك عقداه في ختام اجتماع وزراء خارجية الدول الصناعية الثماني الكبرى الذي عقد في باريس تمهيداً لقمة ايفيان في 2 حزيران المقبل. وقال دوفيلبان ان المهم هو التقدم الذي بات يمثل ضرورة ملحة لتجاوز الصعوبات وعدم اليقين والخروج من دوامة العنف والتقدم بشكل ملموس لوضع "خريطة الطريق" قيد التطبيق. دوفيلبان: سألتقي عرفات في رام الله وأكد الوزير الفرنسي الذي يزور اسرائيل والمناطق الفلسطينية في نهاية الاسبوع الحالي انه سيلتقي الرئيس ياسر عرفات ورئيس حكومته محمود عباس ابو مازن انطلاقاً من الموقف الاوروبي الذي يقضي بالتحدث والتحاور مع الجميع، وانه يأمل بلقاء رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون. وكانت الاذاعة اليهودية الفرنسية نقلت عن مسؤول اسرائيلي ان اسرائيل لن تسمح لدوفيلبان بلقاء شارون اذا التقى عرفات، وان هناك توتراً في العلاقات الفرنسية الاسرائيلية. ووصف دوفيلبان العلاقات الفرنسية الاميركية بأنها "جيدة جداً وانها شهدت خلافات نتحمل كلينا مسؤولياتها ونأمل بالتطلّع نحو المستقبل، خصوصاً ان الروابط القديمة بين بلدينا تشكل عاملاً مساعداً على ذلك". وقال باول انه ليس في نية الولاياتالمتحدة تعديل "خريطة الطريق" وانها ابلغت الحكومة الاسرائيلية بأنها ستأخذ في الاعتبار ملاحظاتها عليها، لكن هذا لا يعني ادخال تعديلات. وتطرق الى وقف العنف الذي يستهدف الاسرائيليين بالقول ان الدول الصديقة واللجنة الرباعية مستعدة لمساعدة رئيس الحكومة الفلسطينية ووزير الداخلية محمد دحلان على تطبيق الخطة التي قدمّاها لإعادة بناء قواتهما وبناهما التحتية الامنية. وأضاف ان "ابو مازن" اشار بوضوح في اول بيان له الى ضرورة العدول عن العنف. واشار الى ان الولاياتالمتحدة تتوقع منه ان يحقق ذلك من خلال مئة في المئة من النيّات ومئة في المئة من الجهود. وأكد باول ضرورة التعاون الفلسطيني مع الاسرائيليين، في لأنه لا بد من التنسيق معهم لاعادة بناء قوى امنية فلسطينية يثق بها الطرفان. ونقل عن "ابو مازن" قوله ان الامن لا يعني الاسرائيليين فقط، وانما الفلسطينيون ايضاً معنيون به لكي يتمكن الطرفان من العيش جنباً الى جنب. بوش والحل الشامل وتابع ان الرئيس جورج بوش يرغب في حل شامل لا يقتصر فقط على الاسرائيليين والفلسطينيين ويشمل ايضاً سورية ولبنان. وعبّر عن اعتقاده بأن التقدم على المسار الفلسطيني الاسرائيلي يساعد على تقدم المسار الاسرائيلي السوري، اذ ان المسار الاول يبقى العقبة التي ينبغي حلها، لكن هذا لا يعني التخلي عن حل المسارين الآخرين السوري واللبناني. واشار باول الى ان الولاياتالمتحدة لا تتعامل مع عرفات لانه لا يمثل آمال شعبه وتُركّز طاقتها على التحادث مع "ابو مازن". وعن العلاقات الاميركية الفرنسية، قال باول انها ممتازة، والولاياتالمتحدة وفرنسا حليفتان قديمتان، وهما باقيتان على هذه الحال، وحصلت بينهما خلافات جدية في الاشهر الاخيرة، والعمل جار على حلها استناداً الى القيم المشتركة والروابط.