تحادث الرئيس الاميركي جورج بوش امس هاتفياً مع كل من الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس ابو مازن ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون. وقدم بوش تعازيه الى شارون بعد موجة الهجمات التي استهدفت اسرائيليين، وفق ما اعلن الناطق باسم البيت الابيض آري فلايشر. الذي أشار الى ان الرئيس الأميركي شدد في مكالمته مع "ابو مازن" على "الضرورة المطلقة" لمكافحة الارهاب. راجع ص 4 و5. وجرت المكالمة الهاتفية بعد خمس عمليات تفجير وقعت منذ السبت في اسرائيل والمناطق الفلسطينية وأدت الى سقوط 12 قتيلاً اسرائيلياً فضلاً عن منفذي التفجيرات وعدد كبير من الجرحى. وتطرق بوش وابو مازن الى تطبيق "خريطة الطريق"، وقال فلايشر خلال مؤتمر صحافي ان الرئيس الاميركي أكد مجدداً خلال المكالمة "الودية والتي تدفع الى الامل" تعهده العمل من أجل اقامة دولة فلسطينية. وتابع ان "ابو مازن قال للرئيس انه متمسك بعملية الاصلاحات وبالسلام ويريد وضع حد لاعمال الارهاب". وتلقى الرئيس مبارك اتصالاً هاتفياً أمس من نظيره الاميركي، قالت مصادر سياسية في القاهرة إنه تناول الوضع السائد بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وان الرئيسين تبادلا الرأي في شأن الجهود التي تبذل لتذليل العقبات امام تفعيل "خريطة الطريق" وسبل توفير المناخ الملائم لإيقاف العنف والعنف المضاد حتى يمكن الاستمرار في عملية السلام واستثمار نتائج زيارة وزير الخارجية الاميركي كولن باول للمنطقة اخيراً والتي استهدفت تقريب وجهات النظر بين الجانبين. واضافت المصادر ان مبارك شدد خلال الاتصال على خطورة الموقف اذا لم يسع الطرفان لاتخاذ خطوات جادة نحو السلام لمصلحة أمن الشعبين الاسرائيلي والفلسطيني. واظهر استطلاع للرأي نشرته جامعة بيرزيت في الضفة الغربية امس ان 71 في المئة من الفلسطينيين يؤيدون وقف الهجمات الفلسطينية ضد المدنيين داخل اسرائيل مقابل الحصول على ضمانات دولية وبدء العمل بالمسار التفاوضي السياسي. وجاء اتصال بوش الهاتفي مع ابو مازن بعد ساعات على نبأ بثته الاذاعة الرسمية الاسرائيلية نسبت فيه الى "مسؤولين" اسرائيليين قولهم ان "اسرائيل استنفدت كل خياراتها العسكرية تقريباً لمحاربة الارهاب، وبين الخيارات المحدودة المتبقية تصفية عرفات جسدياً أو ابعاده عن المناطق الفلسطينية مع قادة فلسطينيين آخرين عادوا معه في العام 1994 من تونس وتوجيه ضربة جدية ضد قادة "حماس" السياسيين مثل ابعاد الشيخ احمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسي أو تصفيتهما أو اجتياح قطاع غزة على غرار عملية السور الواقي في الضفة". وترافق ذلك مع قول نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي وزير التجارة والصناعة ايهود اولمرت انه "ما دام عرفات حياً فان اليهود سيموتون"، مطالباً شارون ب"عزل عرفات في اقامة جبرية مطلقة بحيث لا يتمكن من الحديث مع اي شخص". من جهة اخرى، حذر ممثل الامين العام للامم المتحدة في عملية السلام في الشرق الأوسط تيري رود لارسن من انهيار الحكومة الفلسطينية برئاسة ابو مازن "اذا استمر الارهاب وواصلت اسرائيل رفض اتخاذ اجراءات لبناء الثقة". وتابع لارسن في مؤتمر صحافي عقده في الاممالمتحدة امس ان تنفيذ "خريطة الطريق وصولاً الى قيام دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل لا يمكن ان يبدأ مع موجة الارهاب التي شهدناها في الايام القليلة الماضية". وزاد ان "وقف الارهاب من دون اعطاء الفلسطينيين املاً بالمستقبل سيكون مستحيلاً، اذ ان وقفه لن ينال دعماً شعبياً". وطالب لارسن اسرائيل بالموافقة صراحةً على "خريطة الطريق" باعتبارها "اول وثيقة تتضمن الامل بقيام دولة فلسطين" ولأنها "مصلحة اسرائيل العميقة". وكان لارسن حذر الاثنين من "استحالة" الاستمرار في عمليات المنظمة الدولية الانسانية في قطاع غزة ما لم تتوقف اسرائيل عن منع موظفيها من ايصال الاغاثة والمعونات الانسانية الى اللاجئين المعتمدين على وكالة "اونروا".