قال رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد قريع "أبو علاء" عقب لقاء عقده في باريس امس مع وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان، انه لمس لدى الجانب الفرنسي حرصاً على تبني "خريطة الطريق" التي اعدتها المجموعة الرباعية الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي وعدم تأجيلها الى ما بعد الانتخابات الاسرائيلية. وذكر "أبو علاء" ان محادثاته ودوفيلبان تطرقت الى الأوضاع السائدة على الأرض في المناطق الفلسطينية والى اجراءات الاحتلال وكيفية الخروج من هذا المأزق، وفك الحصار الشديد الذي تفرضه اسرائيل على الشعب الفلسطيني وكيفية اعادة عملية السلام الى مسارها الطبيعي. أضاف: "وجدنا لدى الاصدقاء الفرنسيين كل الاستعداد للمساعدة والدعم وهم يتفهمون الأوضاع بشكل جيد ويحضون على المزيد من الاجراءات التي من الممكن ان تساعد على ان تلعب أوروبا وفرنسا بالذات، دورها على صعيد الأزمة". واكد ان الجانب الفرنسي يحرص على ان يجري تبني "خريطة الطريق" والاعلان عنها ويتمنى الا يتم تأجيلها "لأن هناك محاولات لتأجيلها الى ما بعد الانتخابات الاسرائيلية وفي ذلك مخاطر لأن الأيام والاسابيع المقبلة في منتهى الدقة وفي منتهى الخطورة". وقال رداً على سؤال انه يأمل بألا تتجاوب واشنطن مع رئيس الحكومة الاسرائيلي ارييل شارون الذي يدعو الى ارجاء اقرار "الخريطة". واشار قريع الى ان الجديد الذي تتضمنه "خريطة الطريق" هو انها تنص للمرة الأولى على اعلان واضح للدولة الفلسطينية وتحدد موعداً لإنشائها هو في مدة اقصاها عام 2005، وان هذه القضية "في منتهى الأهمية" ولذلك "نحن كنا نريد خريطة من دون غموض وطريقاً واضحة خالية من نقاط التفتيش والحواجز العسكرية". وتمنى ان يتم تبني الخريطة في 20 كانون الأول ديسمبر الجاري خلال اجتماع الرباعية في واشنطن، مشيراً الى ان جهوداً تبذل من اجل ذلك، وان الجانب الفلسطيني يتمنى ايضاً ان يتم الاعلان عنها والشروع في تنفيذها "لأنها السبيل الوحيد للخروج من هذا المأزق". وبالنسبة الى احتمال إرجاء الانتخابات الفلسطينية، قال ان مثل هذا الاجراء قد يفرض نفسه نظراً لعدم اكتمال الترتيبات الخاصة بهذه الانتخابات بسبب ظروف الاحتلال السائدة في المناطق الفلسطينية. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية ان محادثات دوفيلبان وقريع تناولت الأوضاع المأسوية السائدة بالتركيز على ضرورة استئناف المسيرة السياسية. واشارت الى ان دوفيلبان اعاد التذكير بأن هدف فرنسا هو السلام العادل والدائم والحقيقي عبر اقامة دولة فلسطينية تتعايش بسلام مع دولة اسرائيلية. وذكرت ان قريع اثار خلال المحادثات قضية منع الرئىس الفلسطيني ياسر عرفات من التوجه الى بيت لحم ليلة عيد الميلاد، معرباً عن قلقه لهذا القرار، وان الجانب الفرنسي يشاركه هذا القلق، خصوصاً ان موقفه معروف من عدم جدوى تقييد حركة الرئيس الفلسطيني. واكدت الوزارة انه ليس لدى فرنسا في الوقت الحالي أفكار أو خطة لتحريك الوضع، وان الجانب الفرنسي "في مرحلة تفكير وتقييم للوضع لا يرغب في الكشف عن تفاصيلها".