توقع وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف التوصل إلى اتفاق مع الولاياتالمتحدة على مشروع قرار لرفع العقوبات عن العراق هذا الأسبوع، لكنه لم يشر إلى القرار المعدل الذي عرضته واشنطن على مجلس الأمن واعتبرته نهائياً. وقال ايفانوف في جامعة كييف أمس: "لا استبعد ان نتمكن هذا الأسبوع من التوصل الى اتفاق سيمكننا من خلال مجلس الامن الدولي" من تسوية الوضع في عراق ما بعد الحرب. وطرحت الولاياتالمتحدة وبريطانيا الاثنين مشروع قرار معدلاً على مجلس الأمن يتضمن تنازلات لروسيا التي ترغب في ان يكون للأمم المتحدة دور أكبر في تشكيل الحكومة الانتقالية في العراق. أ ف ب وكان ايفانوف قال الاثنين ان تقدماً احرز للتوصل الى تسوية حول مشروع القرار. وأضاف: "نجري مشاورات نشطة وأحرزنا تقدماً لبعض القضايا". وحرصت روسيا، التي يدين لها العراق ببلايين الدولارات، على ضمان دور المنظمة الدولية قبل دعم مشروع القرار الذي سيؤدي الى رفع العقوبات، ويمنح واشنطن وحلفاءها سيطرة موقتة على البلاد وعوائد النفط. وإذا اعتمد القرار، سيتم الرفع الفوري للعقوبات التي فرضت على العراق في آب اغسطس 1990، وستوضع عائدات النفط في صندوق تنمية ليتم انفاقها "بناء على توجيهات" من القوات المحتلة التي تقودها الولاياتالمتحدة. وفي تنازل لأعضاء آخرين في مجلس الأمن، جاء في نص مشروع القرار المعدل ان الاحتلال الاميركي - البريطاني للعراق سيدوم "حتى يشكل الشعب العراقي حكومة لها صفة تمثيلية معترف بها دولياً وتتولى مسؤولياتها". وكانت الولاياتالمتحدة ترغب أصلاً في ان يصادق القرار على احتلالها لمدة 12 شهراً قابلة للتمديد إلا إذا قرر المجلس غير ذلك. وينص مشروع القرار المعدل على التخلص التدريجي من برنامج "النفط للغذاء"، الذي تديره الأممالمتحدة خلال ستة اشهر بدلاً من أربعة مقترحة في النسخة الاصلية من المشروع والتي قدمت للمجلس في 9 الشهر الجاري. ويعتبر هذا التمديد مهماً بالنسبة إلى روسيا، التي لها حصة كبيرة من العقود البالغة قيمتها 3.10 بليون دولار والتي تمت الموافقة عليها بموجب البرنامج وصدرت بشأنها رسائل اعتماد. وفي تنازل آخر لروسيا، وافقت الولاياتالمتحدة الاسبوع الماضي على تضمين مشروع القرار تعديلاً ينص على أن ديون العراق الهائلة سيتم التعامل معها من خلال أنظمة متعددة الأطراف مثل "نادي باريس". وقال وزير الخارجية الروسي إن أميركا وحلفاءها يحتاجون إلى دعم دولي للمرحلة التي اعقبت الحرب في العراق. وأوضح أن "الولاياتالمتحدة قوية بما فيه الكفاية الآن لحل جزء من تلك المشاكل، لكن مشاكل أخرى سياسية واقتصادية ستبرز". وأضاف ان "أميركا تدرك أنها من دون المجتمع الدولي، لن تستطيع تسوية القضية العراقية".