كشفت مصادر أفغانية مطلعة ل"الحياة" أمس ان محادثات سرية على مستوى عال أجريت في كابول، بين مسؤولين أميركيين وإيرانيين رفيعي المستوى، للبحث في التنسيق بين الطرفين حول مستقبل الوضع في أفغانستان. وأوضحت أن المحادثات جرت اثر سقوط نظام الرئيس العراقي صدام حسين. واعتبرت المصادر أن تغاضي القوات الأميركية على مدى شهور عن حاكم هيرات اسماعيل خان، المعروف بعلاقاته الوطيدة مع طهران، يشير إلى ان التنسيق بين الطرفين ربما بدأ منذ التحضيرات للحرب الأميركية على أفغانستان لإسقاط حركة "طالبان"، العدو المشترك لواشنطن وطهران. وفي المنامة، أكد أمس وزير الخارجية الايراني كمال خرازي الذي يرافق الرئيس محمد خاتمي في زيارته للبحرين، ان اتصالات جرت مع الولاياتالمتحدة أخيراً حول العراق، لكنه لم يوضح هل قدم الاميركيون مطالب محددة إلى إيران. وكرر في مؤتمر صحافي مع نظيره البحريني الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة ان الاتصالات مع الاميركيين "لا تتناول العلاقات الثنائية". واستدرك: "إذا لم تتغير السياسة الأميركية تجاه إيران، فإن العلاقات الثنائية لن تتحقق … لكن هذا لم يمنعنا من اجراء اتصالات حول افغانستانوالعراق. كانت لنا اتصالات بالأميركيين بعد سقوط النظام العراقي، وبحثنا في مستقبل العراق". وهل جولة خاتمي على المنطقة ستخفف حدة الضغوط على طهران، أجاب خرازي أن الولاياتالمتحدة تعمل من خلال سياسة "إما معنا وإما ضدنا"، مشيراً الى ان بلداناً كثيرة تعارض الطلبات والتوجهات الأميركية. واعتبر ان الخلافات جذرية بين البلدين "لكن ذلك لا يمنع توسيع جمهورية ايران الاسلامية علاقاتها مع بقية بلدان العالم". ورداً على سؤال عن موقف بلاده من التهديدات الأميركية الموجهة الى "حزب الله"، قال خرازي ان الحزب "كيان لبناني" وان اللبنانيين من كل الطوائف يعتقدون ان "قدرة المقاومة هي قدرة للبنان ورادع ضد أي اعتداء". وذكر أن "الإنسان العاقل لا يعض يده"، وجدد رفض الاتهامات الاميركية الموجهة إلى إيران حول انتاجها أسلحة دمار شامل، مؤكداً أن طهران تدعم مشروع القرار السوري حول اعلان الشرق الأوسط منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل، داعياً إلى فرض رقابة على إسرائيل. وأعلن خرازي في رده على سؤال عن موقف إيران من التطبيع بين دول منطقة الخليج وإسرائيل، رفضه مثل هذه الخطوة، مؤكداً أنه "يحدث فجوة في الصفوف الإسلامية".