جدد الرئيس الاميركي جورج بوش في طوكيو أمس، هجومه على ما وصفه "محور الشر" الذي يضم العراقوايران وكوريا الشمالية، لكنه دعا اليابان الى اجراء اتصالات مع "المعتدلين" في طهران لتنقل اليهم "المخاوف الاميركية". وتزامن ذلك مع اعلان رئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي الجنرال عوزي دايان ان ايران "ليست عدواً لاسرائيل"، مؤكداً وجوب عدم تهديد طهران بل فقط منعها من تزود اسلحة للدمار الشامل. وقال بوش في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الياباني جونشيرو كويزومي ان "الناس الذين يحبون الحرية يفهمون اننا لا نستطيع ان نسمح لدول ذات سلوك مشبوه وتاريخ دراماتيكي ونزعة ديكتاتورية الى حد تجويع شعوبها، ان تتواطأ مع منظمات ارهابية". ولوحظ أن بوش لم يستبعد خيار المفاوضات وأبقى خيار الحل السلمي مفتوحاً مع الدول الثلاث في ما إعتبره خطوة لتخفيف التوتر الذي نجم عن كلامه عن "محور الشر"، فيما اكد كويزومي ان بلاده ستتعاون مع الولاياتالمتحدة في القضاء على الارهاب لكن "ستكون لها مبادراتها الخاصة"، في اشارة الى وساطة يمكن ان تجريها طوكيو مع طهران. ودعت الولاياتالمتحدةاليابان الى اقامة اتصالات مع ايران بهدف تحديد ما اذا كان المحافظون او الاصلاحيون هم الذين يتمتعون بالنفوذ الاكبر في طهران. واثار بوش القضية مع رئيس الوزراء الياباني الذي "تعهد القيام بمقاربة ايجابية" حيال هذا الامر، حسبما قال مسؤول اميركي، مضيفاً: "نحاول كشف الوجه الحقيقي لايران، وما اذا كانت تؤوي مشتبه بانتمائهم الى القاعدة او تقتني اسلحة دمار شامل". واشار مسؤولون اميركيون الى ان اليابان تستطيع ان تجري اتصالات مع المعتدلين الايرانيين وان "تنقل اليهم مخاوفنا". واكدوا ان الولاياتالمتحدة ناشدت حلفاء آخرين لها تكوين فكرة افضل عن "ايران التي تتركنا في حيرة من امرنا". وجاء ذلك في وقت بقي موقف كويزومي غير واضح من سياسة بوش ازاء ما وصفه الاخير ب"محور الشر"، اذ أعرب رئيس الوزراء الياباني عن تفهمه لدوافع بوش "المضادة للإرهاب" لكنه لم يؤيدها بصراحة. وتزامن ذلك عشية زيارة وزير الخارجية الايرانيلموسكو لاجراء محادثات تتناول العلاقات الثنائية والتعاون العسكري والنووي بين البلدين، الى جانب قضايا اقليمية في مقدمها الملف العراقي. وتوقع مصدر ديبلوماسي تحدث الى "الحياة" في موسكو ان يعقد الوزير الإيراني لقاءات مع مسؤولين عن ملف الصادرات الحربية لاستيضاح حقيقة معلومات عن رغبة روسيا في "تحديد" علاقاتها العسكرية مع ايران، علماً ان مصادر في وزارة الدفاع الروسية نفت نيتها تقليص التعاون العسكري مع طهران، خصوصاً في ما يتعلق بتزويد الاخيرة مدرعات وشبكات دفاع جوي وأسلحة تقليدية اخرى. واعلن فيكتور كوزلوف المدير العام لشركة "آتوم ستردي اكسبورت" المختصة بتصدير المعدات النووية ان محادثات بدأت مع الإيرانيين لتزويدهم مفاعلاً نووياً جديداً.وكان خرازي عقد امس مؤتمراً صحافياً اعتبر فيه ان لا حاجة لقيام طرف ثالث بالوساطة بين بلاده والولاياتالمتحدة، على اساس ان "الإدارة الأميركية غير جديرة بالثقة". ونفى خرازي وجود اي عضو في تنظيم "القاعدة" بين المعتقلين الأجانب الذين حاولوا دخول الأراضي الايرانية من افغانستان وباكستان. وجدد معارضة بلاده لأي ضربة عسكرية اميركية للعراق، داعياً الى حل المشاكل القائمة في اطار الأممالمتحدة وأن يقوم العراق بالامتثال لقراراتها ويسمح بعودة المفتشين الدوليين.