لم يستطع وزير الخارجية البريطاني جاك سترو تبديل الموقف الايراني الرافض للحرب الاميركية على العراق اذ اصرّ المسؤولون الايرانيون وعلى رأسهم الرئيس محمد خاتمي على اعطاء الدور المحوري للامم المتحدة في تسوية الازمة، ونزع اسلحة الدمار الشامل العراقية بالطرق السلمية. وكانت زيارة سترو لطهران اشبه بزيارته العام الماضي عشية بداية الحرب الاميركية في افغانستان، لكن اجواءها كانت مختلفة، اذ ان ملف العراق في رأي مصادر ايرانية مطلعة يختلف كثيراً عن الملف الافغاني. وحرص الوزير البريطاني على عدم الافصاح عما اذا كان يحمل رسالة اميركية الى ايران وقال رداً على سؤال ل"الحياة" خلال مؤتمر صحافي: "انني هنا في ايران امثل الحكومة البريطانية، ولدينا محادثات ايجابية في شأن العلاقة بين ايران وبريطانيا". وشدد سترو امام نظيره الايراني كمال خرازي على "الخطر الذي يمثله نظام الرئيس صدام حسين على المنطقة والعالم"، وذكّر الايرانيين بأنهم والكويتيون كانوا "ضحايا اعتداءات صدام" في اشارة الى الحرب العراقيةالايرانية واجتياح العراقالكويت. وقال سترو: "لا يمكننا التغاضي عن الخطر ونريد نزع اسلحة الدمار الشامل العراقية بالطرق السلمية لكن هذا الامر لا يتم الا عبر الارادة الحازمة والمحكمة للاسرة الدولية". وزاد ان "طريق السلام ما زال مفتوحاً امام صدام، وسنتعامل مع الازمة بحسب المقررات الدولية". وتابع سترو ان "العالم العربي يخشى الا تعطى الاولوية للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني، واؤكد لكم العكس". لكن التشديد البريطاني على "الخطر العراقي" لم يكن كافياً في رأي الايرانيين لقيام الولاياتالمتحدة بعمل عسكري منفرد ضد العراق في وقت تتزايد الجرائم الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني. وقال خرازي خلال مؤتمر صحافي مع سترو: "نعارض الحرب ونعتقد ان الحل يكون عبر الاساليب الديبلوماسية وعبر الاممالمتحدة". ونعتبر ان قرع طبول الحرب مع العراق وضع على الهامش القضية الفلسطينية، ما يساهم في استمرار اسرائيل في عدوانها، واستخدام القوة لحل المشاكل التي تعاني منها، والقوة لا تصنع حلاً وانما يكون ذلك عبر احقاق حقوق الشعب الفلسطيني". وحمل خرازي على السياسة الاميركية، وقال ان مواجهة العنف لا تكون بعنف مثله بل بمكافحة جذوره وجذور الارهاب". وزاد: "السياسة الاميركية التي تم اتباعها في افغانستان كانت غير مجدية ولم تتمكن من كسب ثقة ايران ودول المنطقة". ولا تخفي الاوساط الايرانية امتعاضها من عدم تمكن لندن من اعطاء ضمانات حقيقية بعدم ممارسة واشنطن مزيداً من الضغوط على ايران بعد الانتهاء من ملف العراق. على صعيد آخر رويترز قال ديبلوماسيون بريطانيون ان ايران منعت كريستيان امانبور كبيرة مراسلي "سي ان ان" للشؤون الدولية من دخول اراضيها مع صحافيين يرافقون وزير الخارجية البريطاني. ولم يقدم المسؤول الايراني مبرراً لمنع امانبور التي تحمل الجنسيتين الايرانية والبريطانية من الدخول.