أجرى وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين مع نظيره الايراني كمال خرّازي الذي يزور باريس إعدادا للزيارة المقبلة للرئيس سيد محمد خاتمي، محادثات "شاملة وجدية ومفيدة" تناولت العلاقات الثنائية والقضايا الدولية والاقليمية. وقال الوزير الايراني ان الوقت حان لاعتماد صيغ جديدة لحل الأزمة، معبّراً عن رغبة بلاده التي تترأس منظمة المؤتمر الاسلامي بالتعاون في هذا الشأن مع فرنسا وروسيا. وذكر فيدرين خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع خرّازي في مقر وزارة الخارجية الفرنسية، ان محادثاته مع خرّازي تناولت مجموعة واسعة من القضايا الاقليمية الدولية، بينها الأفكار الفرنسية لإخراج الازمة العراقية من المأزق. وقال ان "خرّازي أبلغني باهتمامه الكبير بهذه الأفكار وقدّم ملاحظات واقتراحات تغني الحوار الذي أعقب طرحنا لهذه الافكار في مجلس الامن". وعبّر عن أمله "باستمرار النقاش في هذا الشأن لأننا ما زلنا بعيدين عن التوصل الى حل". وأكدّ فيدرين أهمية النقاش مع دولة مثل ايران في شأن سلسلة من القضايا السياسية سواء منها افغانستان أو العراق أو الشرق الأوسط أو الوضع في القوقاز، نظراً الى التمايز القائم بين البلدين والذي يجعل الحوار بينهما مفيداً جداً ويفسح في المجال امام عمل ديبلوماسي دؤوب". وقال فيدرين ان زيارة خرّازي تشكّل مرحلة جديدة في إطار تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية الفرنسية - الايرانية، وتندرج في اطار الاعداد لزيارة الرئيس خاتمي لباريس. ووصف المحادثات التي أجراها مع خرّازي، في ثلاث جلسات، بأنها شاملة وجدية ومفيدة تخللها تقويم لكل أوجه العلاقات بين البلدين السياسية والاقتصادية والثقافية. وذكر أنه تم أيضا تناول العلاقات القنصلية بين البلدين نظراً الى المشكلات الكبيرة القائمة على صعيد تأشيرات الدخول الى البلدين وتنقّل الأفراد، مشيرا الى أن وفدا ايرانيا سيزور فرنسا قبل نهاية الشهر الجاري لاستكمال المفاوضات في هذا الشأن. وتابع أنه وخرّازي عرضا أيضا العلاقات الاقتصادية القائمة بين البلدين والتي تناولها الوزير الايراني خلال لقاء عقده مع وزير الاقتصاد والمال الفرنسي دومينيك شتروس-كان، وأن هناك إمكانات واسعة لتطويرها. وصرّح خرّازي من جهته ان زيارة خاتمي لفرنسا ستكون مناسبة جيّدة للبحث في مجالات التعاون، ولدفع العلاقات الثنائية الى أمام. وأشار الى أن المحادثات مع فيدرين وشتروس-كان تطرّقت الى توقيع عقود محتملة بين البلدين، وأن هذه العقود ستوقع من الآن وحتى زيارة الرئيس الايراني الى باريس. وعلى صعيد الازمة القائمة مع العراق، قال خرازي ان الوضع الحالي "غير مرضٍ لأن واشنطن ولندن تعملان من طرف واحد من دون استشارة شركائهما، علما بأنه في مثل هذه الأوضاع يكون التعاون الدولي حيويا". وعبّر عن إعتقاده بأن "الوقت حان لتطبيق صيغ جديدة لحل مشكلة العراق"، واصفا الأفكار التي تقدمت بها فرنسا في هذا الشأن بأنها "جذّابة بالنسبة إلينا"، مؤكداً رفض بلاده المساعي الهادفة الى قلب النظام العراقي، باعتبار ان الشعب العراقي هو الذي ينبغي ان يختار نظامه السياسي". وقال أن إيران مهتمة بالعراق بصفتها دولة مجاورة له وبصفتها الرئيس الحالي لمنظمة المؤتمر الاسلامي، وأن المنظمة راغبة بالتعاون مع كل من فرنسا وروسيا لحل الازمة العراقية "لأن استمرارها يعزّز التوتر في المنطقة وهذا ليس من مصلحة أحد". وأضاف أن المحادثات تناولت اضافة الى العراق الازمة في اقليم كوسوفو والوضع في افغانستان، حيث ينبغي الاستمرار في الجهود لتشجيع الاطراف المتنازعة على الجلوس حول مائدة المفاوضات. وعن الأهمية التي توليها ايران لزيارة رئيسها لفرنسا قال خرّازي، أن اختيار فرنسا لتكون أول دولة غربية يزورها خاتمي يعبّر عن "الأهمية التي نوليها لفرنسا ولعلاقاتنا الثنائية وللدور الممكن ان يلعبه البلدان على صعيد القضايا الدولية والاقليمية". وردّا على سؤال عن استخدام ايران للتقنية النووية، قال فيدرين ان هذه المسألة يجري التطرّق اليها من زاوية الحدّ من إنتشار الأسلحة النووية. أما خرّازي فأجاب ان استخدام إيران لهذه التقنية يندرج في اطار المشاريع السلمية. وفي طهران أ ف ب، بثت الاذاعة الايرانية ان زيارة خرازي لفرنسا تشكل "منعطفاً وترمي الى فتح صفحة جديدة في العلاقات" بين طهرانوباريس. وقالت ان فرنسا "بلد له حضارة ولهذا السبب يمكنها أن تلعب دوراً أساسياً ومميزاً في سياسة الرئيس محمد خاتمي من أجل فتح حوار بين الثقافات والحضارات".