تلقت السياحة المغربية، التي تؤمن نحو 2,6 بليون دولار من الدخل الوطني ويعمل فيها حوالى نصف مليون شخص، ضربة مؤلمة نتيجة الاعتداءات الارهابية التي تعرضت لها المرافق الاقتصادية والمدنية في الدار البيضاء اول من امس. ويقوم المسؤولون عن قطاع السياحة ما يمكن ان تُسفر عنه الاعتداءات وحجم الالغاءات للحجوزات السياحية التى كان من المؤمل ان تؤمن ما يصل الى 4.5 مليون زائر السنة الجارية ضمن خطة تستهدف رفع عدد السياح في المغرب الى 10 ملايين شخص سنة 2010. ومن المتوقع ان تنعكس الاعتداءات على برنامج التخصيص وتدفق الاستثمارات وعلى اسعار الاسهم في بورصة الدار البيضاء عند افتتاحها غداً الاثنين. تعرضت السياحة في المغرب الى ضربة "مؤلمة" ليل الجمعة - السبت عندما استهدف عشرة "ارهابيين انتحاريين" اماكن يؤمها السياح الاجانب في الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للمغرب، التي شهدت حالة حرب حقيقية نتيجة خمس انفجارات بسيارات مفخخة وقنابل يدوية واحزمة متفرجة خلفت اكثر من 40 قتيلاً على الاقل و70 جريحاً بعضهم في حالة خطرة جداً من بينهم رجال أعمال وسياح اجانب ورجال امن. واستهدفت الاعتداءات، التي وصفتها السلطات المغربية بانها جزء من "العمليات الارهابية الدولية"، فندق "فرح سوفيتيل" احد اكبر فنادق المدينة حيث قُتل عدد من الاشخاص وتهشم جانب كبير من واجهة مبناه في شارع الجيش الملكي الذي يضم كذلك مقار الشركات الدولية والمتعددة الجنسيات. كما استهدفت الانفجارات مطاعم للجالية اليهودية واخرى للقاطنين الاسبان في كل من نادي الرابطة اليهودية ودار اسبانيا والقنصلية البلجيكية. وكان فندق "فرح سوفيتيل" مقراً لاقامة الوفد الاسرائيلي خلال القمة الاقتصادية للشرق الاوسط وشمال افريقيا التي عُقدت في الدار البيضاء عام 1994 . التأثير في الاقتصاد وقالت مصادر اتحادات رجال الاعمال في اتصال هاتفي مع "الحياة" ان الاعتداءات استهدفت التأثير في الاستقرار السياسي والامني والتشويش على سمعة المغرب والحاق اضرار باقتصاده وترويع السكان والجاليات المختلفة التي تعيش في المدينة التي تضم حوالي عشرة الف يهودي يحملون الجنسية المغربية. وحسب المصادر الامنية المغربية "استهدفت الانفجارات الحاق اكبر عدد من الاضرار في الارواح والمحلات واختار الارهابيون الاماكن والتوقيت، الذي صادف ليلة العطلة الاسبوعية في المغرب. السياحة واعرب المسؤولون، الذين اشاروا باصابع الاتهام الى التنظيمات المتطرفة المحسوبة على تنظيم القاعدة، عن خشيتهم من انعكاس تلك الاعتداءات على قطاع السياحة الذي يؤمن سنوياً نحو 2,6 بليون دولار من العائدات ويعمل فيه حوالى نصف مليون شخص وهو ثاني اهم مصدر للعملة الصعبة في المغرب بعد تحويلات المهاجرين في اوروبا وقبل مداخيل الفوسفات. ويأتي توقيت "الاعتداءات الارهابية" في وقت تحاول السياحة المغربية "العودة الى الانتعاش" من الحرب على العراق وفي وقت يتوقع المغرب وصول حوالى 4.5 مليون زائر في الصيف المقبل وفي الفترة التي تنتعش فيها كذلك رحلات النقل الجوي وشراء العقارات والاستثمارات الاجنبية. وقال اقتصاديون "ان من السابق لاوانه الحديث عن انهيار قطاع السياحة، الذي سيستثمر فيه المغرب 3.3 بليون دولار لمضاعفة اعداد الفنادق استعداداً لاستقبال 10 ملايين سائح في افق سنة 2010 لكن اثار الضربة على الاقل في مستواها النفسي قد تستمر لفترة طويلة". وكان لافتاً امس تكثيف التعزيزات الامنية حول السفارات الاميركية والاوروبية والمطاعم والفنادق والمحلات التجارية التي يتوافد اليها الاجانب وابناء الطبقات الوسطى وتم اعتقال منتسبين الى تنظيمات السلفية في القنيطرة شمال الرباط. وحتى الآن لم يصدر اي اعلان عن تأكيد، او ارجاء، انعقاد اجتماع الدورة الثالثة للمفاوضات الاميركية - المغربية في شأن المنطقة التجارية الحرة المقرر انعقادها في الرباط في حزيران يونيو المقبل.