} تخشى الحكومة المغربية من التأثيرات السلبية لاحداث الولاياتالمتحدة على السياحة المغربية، التي تؤمن اكثر من ثلاثة بلايين دولار من العملات الصعبة. ويزور المغرب سنوياً اكثر من 130 ألف سائح اميركي. أخضعت السلطات الأمنية المغربية المراكز التجارية الأميركية والأوروبية والمصالح السياسية في الدار البيضاء والرباط ومراكز تعلم اللغة الانكليزية وغرف التجارة والصناعة والفنادق السياحية الكبرى ومطاعم مكدونالدز ومحلات "مرجان التجارية" وبرجي المركز التجاري الدولي في الدار البيضاء ومحطات بث اذاعة صوت أميركا جنوبطنجة والقاعدة العسكرية في بنجرير إلى رقابة مشددة. ويخضع المسافرون في المطارات المغربية منذ أول من أمس إلى فحص دقيق لأمتعتهم قبل ركوب الطائرات المتوجهة إلى دول الاتحاد الأوروبي، ويُدقق رجال الأمن وموظفو مكتب المطارات في هوية الأشخاص الموجودين لوداع قريب أو استقباله. وأعلنت شركة "الخطوط المغربية" وقف رحلاتها إلى أميركا منذ الثلثاء حتى اشعار آخر. وقالت الشركة إنها وضعت رقماً اخضر للإجابة عن تساؤلات المسافرين والعائلات التي لها أقارب في الولاياتالمتحدة. وتؤمن "الخطوط المغربية" ست رحلات أسبوعية إلى كل من نيويورك ومونتريال في كندا عبر طائرات "بوينغ 747" وهي تغطي منطقة شمال غربي افريقيا التي لا تملك رحلات جوية مباشرة إلى شمال القارة الاميركية. وتملك "المغربية" اتفاق تعاون تجارياً مع شركة "دلتا ايرلاينز" مرخصاً له من هيئة الطيران الفيديرالي يسمح بنقل ركابها إلى مطارات أخرى داخل الولاياتالمتحدة، خصوصاً مناطق الوجود المغربي في ولايات فلوريدا وميشغان وكاليفورنيا. وكانت "المغربية" تعاقدت مع "بوينغ" على شراء 22 طائرة طراز 767 بقيمة 2.1 بليون دولار. ويعيش حوالى 40 ألف مغربي في نيويورك يعمل بعضهم في "المركز التجاري الدولي" وكان موجوداً اثناء ارتطام الطائرتين بالبرج. ويتابع مسؤولون في قطاع السياحة بقلق إمكانات تأثير الأحداث الأخيرة على حركة السياحة والسفر نحو جنوب البحر الأبيض المتوسط شمال افريقيا والشرق الأوسط كما حدث أيام حرب الخليج الثانية عام 1991. وقال مصدر إن حوالى 130 ألف سائح أميركي يزورون المغرب سنوياً، وهو رقم يتزايد باضطراد، خصوصاً إلى مراكش التي زارها في النصف الأول من السنة حوالى 50 ألف أميركي. وكانت مراكش شهدت توقيع أول اتفاق تجاري وجيوستراتيجي مع الولاياتالمتحدة عام 1787 في عهد الرئيس جورج واشنطن لا يزال ساري المفعول. وتؤمن عائدات السياحة حالياً أكبر مصدر للعملة الصعبة في المغرب، ويُتوقع أن تُدر نحو 5.2 بليون دولار من استقبال ثلاثة ملايين سائح السنة الجارية، وهي تمثل 7 في المئة من اجمالي الناتج المحلي، ويعيش من مردودها نصف مليون شخص. ويتخوف المغرب من التأثيرات السلبية التي قد تربط بين انفجارات أميركا وأحداث الشرق الأوسط، وهو خلط تستخدمه وسائل الإعلام الأوروبية، خصوصاً لثني السياح الغربيين عن الذهاب إلى دول جنوب المتوسط.