يستقبل الفلسطينيون في الضفة الغربية وزير الخارجية الاميركي كولن باول اليوم باضراب اليوم دعت اليه حركة "فتح" احتجاجاً على مقاطعته الرئيس ياسر عرفات. ومن المقرر ان يلتقي باول رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس أبو مازن في مدينة أريحا بعيداً عن مقر عرفات في رام الله، منعاً لاحراج ابو مازن. راجع ص 8 وكشفت تصريحات أدلى بها باول في الطائرة قبل وصوله مساء امس الى تل ابيب، ان واشنطن عاقدة العزم على بدء تنفيذ "خريطة الطريق" سريعاً ومن دون الدخول في مفاوضات جديدة، اذ نقلت وكالة "رويترز" عنه قوله: "يجب ان نطلق" العملية "لا ان ندخل في نقاش طويل الامد". وحدد باول الخطوات التي يجب تنفيذها بالقول: "نعرف ما يتوجب عمله في شأن الخطوات الاولية من المرحلة الاولى من الخطة" و"هي واضحة بشكل جلي: اجراء في شأن الامن على الجانب الفلسطيني... وعلى الجانب الآخر يجب ان تفعل إسرائيل كل ما بوسعها لتخفيف الاغلاقات وتسهيل المصاعب التي يواجهها الفلسطينيون في الحركة". واشار ايضاً الى وجود "اتصالات" لم يحددها مع طهران للبحث في مسألة "الدعم الايراني لمنظمات راديكالية فلسطينية معارضة لحل تفاوضي مع اسرائيل". لكنه اضاف ان مسألة استئناف العلاقات الديبلوماسية مع طهران "غير مطروحة حتى الآن". وكانت مصادر اسرائيلية توقعت ان يطالب باول شارون بتقديم "تسهيلات" للفلسطينيين تتعلق بتخفيف الحصار والسماح للعمال الفلسطينيين بالعمل داخل إسرائيل، وتحويل مزيد من اموال الضرائب المستحقة للسلطة، وإزالة البؤر الاستيطانية الصغيرة التي اقيمت بعد الانتفاضة، وانسحابات "رمزية". اما الموقف الاسرائيلي من تنفيذ الخريطة، فلخصه مصدر رفيع قريب من شارون، قائلاً: "سيحاول باول الضغط علينا لتأييد خريطة الطريق من حيث المبدأ. لكن شارون سيبلغه ان ابو مازن لم يفعل شيئاً لمكافحة الارهاب ولن نقنع فقط بوقف لاطلاق النار بل سنطالب بأن يحارب الفلسطينيون المنظمات الارهابية". وحاول القاء الكرة في الملعب الفلسطيني من خلال اتهام الفلسطينيين برفض عقد لقاءات امنية. وأضاف ان شارون مستعد للموافقة الآن على اجراءات محدودة تخفف معاناة الفلسطينيين من دون مخاطرة امنية، مثل منح المزيد من تصاريح العمل في اسرائيل. ويتركز الاهتمام الفلسطيني على ضرورة تحصيل موافقة اسرائيلية على الخريطة، وفي الوقت نفسه اعلان اسرائيلي بقبول تنفيذها، من دون الدخول في مفاوضات جديدة حولها. وفي هذا الاطار، اعلنت الحكومة الفلسطينية في ختام اجتماعها امس في رام الله انها تتطلع الى "دور اميركي فاعل من دون اشتراطات او مماطلة ووفق آليات فاعلة ورقابة وتبادلية في الالتزامات"، وطالبت باول بالضغط على اسرائيل "للشروع في تنفيذ خطة الطريق فوراً ومن دون اي تأجيل". ويتوقع ان يطالب ابو مازن ضيفه الاميركي بالضغط على شارون للبدء فوراً بتنفيذ الخريطة عبر ازالة الحواجز ورفع الحصار، واطلاق الاسرى، ووقف التوسع الاستيطاني كذلك وقف بناء "جدار الفصل".