قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رداً على مبادرة جديدة عرضها الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف لوقف الحرب ان مسخادوف "مجرم" لكنه اعرب عن الاستعداد للتفاوض معه بشروط منها ان يشارك في "مطاردة المجرمين". واكد ان القوات الروسية "ستبقى الى الأبد" في الأراضي الشيشانية. وفي تصريح الى مراسل صحيفة "كوميرسانت" اكد مسخادوف انه أعطى أوامر بوقف العمليات من جانب واحد في اطار خطة للتسوية عرضها على موسكو. وأضاف انه وافق على اطلاق سراح جميع الأسرى الروس من دون شروط مسبقة، وطلب من القادة الميدانيين اتخاذ الاجراءات اللازمة لتأمين الإفراج عن رهائن موجودين في الأراضي الواقعة تحت سيطرة الشيشانيين. وجدد مسخادوف استنكاره لعملية قام بها القائد الميداني شامل باسايف الذي غزا داغستان فأعطى بذلك حجة لبدء الحملة العسكرية ضد الأراضي الشيشانية. وللمرة الأولى انبرى فلاديمير بوتين للرد على هذه المبادرة الجديدة فقال ان مسخادوف "مجرم يمكن ان يفيد من قانون العفو". اي انه دعا الرئيس الشيشاني الى تسليم نفسه ليحاكم بتهمة "العصيان المسلح". الا ان الرئيس الروسي عاد فأشار الى ان التفاوض مع مسخادوف ممكن اذا أمن الافراج عن 200 رهينة بينهم عدد من الاجانب في المناطق الجبلية التي ما زالت تحت سيطرة الشيشانيين، واذا سلم المتهمين بتفجير العمارات السكنية في موسكو ومدن اخرى والهجوم على داغستان. وأضاف بوتين: "إذا كان مسخادوف عاجزاً ... فنحن مستعدون لمساعدته" ودعاه الى المشاركة مع القوات الروسية في "مطاردة المجرمين" الذين قال ان امامهم خيارين: اما ان يغادروا الأرض الشيشانية أو يقبعوا في السجون. وشدد الرئيس الروسي على ان موسكو "لن تنخدع هذه المرة" ولن توافق على سحب قواتها التي قال انها "ستبقى الى الأبد" في الأراضي الشيشانية. وقدم بوتين تفاصيل عن الاتصالات غير المباشرة بين الطرفين وذكر ان الرئيس الانغوشي رسلان أوشيف كان نقل اقتراحات خطية من مسخادوف أدخلت موسكو تعديلات عليها واعادتها ولكن الجانب الشيشاني لم يرد عليها منذ شهر كامل. وسئل بوتين هل كانت التعديلات جذرية، فقال انها اقتصرت على الفواصل والنقاط. واعتبر الناطق الرسمي باسم الكرملين سيرغي ياسترجيمبسكي مبادرة مسخادوف "دليلاً على تدهور معنويات المقاتلين الشيشانيين. وذكر ان مسخادوف لا يقود سوى 400 مسلح في حين ان هناك اكثر من 1500 مقاتل يقودهم شامل باسايف والقائد العربي الأصل خطاب. واعتبر قائد قوات المظليين غيورغي شباك مبادرة مسخادوف "اعترافاً غير مباشر بالهزيمة". وقال ان الشيشانيين لم تبق لديهم كميات كافية من الذخائر والمؤون لمواصلة المقاومة. وشدد على ان باسايف وخطاب "لن يستجيبا لمسخادوف" بوقف القتال، وذكر انهما يقودان أكبر التشكيلات المسلحة. إلا ان الرئيس الشيشاني أكد في حديثه الى "كوميرسانت" ان كل من يرفض المفاوضات من الجانب الشيشاني ويتمرد على القائد الأعلى مسخادوف نفسه فإنه "سيعد خارجاً على القانون".