بعد صمت طال شهرين، أعلن القائد الشيشاني المعروف شامل باسايف مسؤوليته عن تفجير مبنى الحكومة الشيشانية الموالية لموسكو في غروزني حيث قتل أكثر من 70 شخصاً، فيما توقع ناطق عسكري روسي عمليات جديدة هدفها إحباط الاستفتاء على الدستور الشيشاني. وكانت سيارتان محملتان بالديناميت تمكنتا من عبور حواجز أمنية عدة، وهدمتا بوابة حديد وانطلقتا نحو مبنى الحكومة. وأدى انفجارهما الى تدمير المبنى بالكامل. وذكرت المصادر الرسمية أن 72 شخصاً قتلوا بينما أشارت معطيات أخرى الى أن الرقم قد يكون أكبر من ذلك، إضافة الى 210 جرحى. وعلى رغم أن الحادث وقع في 27 كانون الأول ديسمبر الماضي، فإن التحقيق لم يكشف معلومات رسمية عن الطرف المسؤول. ووجهت مرة اتهامات الى "جماعة إسلامية"، كما ورد اسم القائد الميداني العربي الأصل "أبو الوليد" بصفته العقل المدبر والممول الأساسي للعملية، كما أكدت موسكو مراراً ان الرئيس الشيشاني المنتخب أصلان مسخادوف "متورط". وبعد صمت طويل نشر موقع "صوت القوقاز" الالكتروني الذي عاود الصدور من ليتوانيا، أن العملية نفذتها مجموعة "رياض الصالحين" التي أسسها ويقودها شامل باسايف. ونشر الموقع صوراً قال انها من شريط فيديو صور اثناء العملية التي شارك فيها بحسب "صوت القوقاز"، رجل عمره 43 سنة وكانت معه في شاحنة "كاماز" ابنته البالغة من العمر 15 سنة، فيما قاد السيارة الثانية وهي من طراز "واز" ابنه ذو ال17 سنة. ولم يوضح باسايف أو الموقع الذي نقل عنه الخبر سبب الاحجام عن تحمل المسؤولية هذه الفترة الطويلة. ولكن مراقبين يرون ان الاعلان عن تفصيلات العملية يأتي في سياق حملة تنظمها المقاومة قبل الاستفتاء على الدستور في 23 آذار مارس المقبل. وفي هذا السياق، أشار الناطق الرسمي باسم القوات الروسية ايليا شابالكين الى معلومات عن سلسلة عمليات تعد بهدف "اعاقة واحباط" الاستفتاء، ومنها تفجير مدارس ومنشآت أخرى ستقام فيها مراكز اقتراع. وعلى الصعيد الميداني، أكد بيان عسكري روسي ان عشرة مسلحين شيشانيين قتلوا في معركتين خلال الساعات ال24 الماضية... وذكر أن عدداً من "قادة العصابات من المستوى المتوسط" حوصروا أثناء اجتماعهم في أحد المنازل في منطقة افتوري وطلب منهم الاستسلام، إلا أنهم قاوموا بضراوة وقتلوا.