ينتظر ان يعرض وسطاء الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا ايغاد في مفاوضات السلام السودانية على طرفي النزاع مشروعاً يتضمن الخطوط العريضة للاتفاق النهائي لانهاء الحرب الاهلية في البلاد. ودخل كبير مفاوضي "ايغاد" الجنرال لازاراس سيمبويو في مشاورات منفصلة مع وفدي الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" الى المفاوضات بعد موافقتهما على آلية جديدة لتسريع عملية السلام حتى تكون المحادثات ذات طابع شامل يعالج ما تبقى من القضايا الخلافية المتصلة باقتسام السلطة والثروة والترتيبات الأمنية والعسكرية والمناطق المهمشة. وسيعالج المشروع الذي شارك خبراء في اعداده المسائل الحساسة مثار الخلاف بصورة توفيقية. ومن تلك القضايا و ضع العاصمة الخرطوم وسلطات النائب الجنوبي للرئيس واقتسام عائدات النفط والسلطة السياسية والأمنية لحكومة الاقليم الجنوبي، ومشاركة الجنوبيين في الحكومة والبرلمان. وأبلغ مراقبون "الحياة" ان الوسطاء ادخلوا تعديلاً اساسياً على اسلوب التفاوض بعد احساسهم انه لم يتبق على الموعد الذي خططوا له للتوصل الى اتفاق سلام نهائي سوى اسابيع، بينما القضايا الخلافية كثيرة ومتشعبة. ورأى الوسطاء ضرورة الاستفادة من المتغيرات الدولية، خصوصاً الحرب الاميركية على العراق لأنها ستجعل الضغوط الاميركية اكثر تأثيراً على طرفي النزاع. وتوقع مستشار الرئيس السوداني لشؤون السلام الدكتور غازي صلاح الدين ان تستمر جولة المحادثات الحالية حتى 21 الشهر الجاري، وأوضح ان اسلوب التفاوض "سيرسم صورة تقريبية للسلام وما سيأتي نتيجة له من تحولات ايجابية".