سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قرنق يريد البحث في "المناطق المهمشة" والحكومة تتمسك بمناقشة اقتسام السلطة والثروة . عقبات تهدد بتأجيل المفاوضات السودانية والولايات المتحدة تتحرك في محاولة لانقاذها
تواجه الجولة المقبلة من المفاوضات المقررة الاربعاء المقبل بين الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" عقبة أساسية تهدد بتأجيلها. اذ تصر الخرطوم على استئنافها الاربعاء شرط أن تواصل البحث في القضايا التي توقفت عندها في نهاية الجولة الأخيرة، وهي اقتسام السلطة والثروة، في حين تتمسك "الحركة الشعبية لتحرير السودان" والوسيط الكيني بضرورة بدء المفاوضات بمناقشة قضايا "المناطق المهمشة" جبال النوبة وابيي وجنوب النيل الأزرق. وفي موازاة ذلك يحاول مبعوث اميركي تقريب وجهات نظر الطرفين لعقد المفاوضات في موعدها. بدأت الادارة الاميركية اتصالات مع طرفي النزاع السوداني ووسطاء "السلطة الحكومية للتنمية" في شرق افريقيا ايغاد لانقاذ عملية السلام من الفشل، بعد خلافات في شأن موعد معاودة المحادثات بين الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" واجندتها. وتضاءلت فرص معاودة المفاوضات في 15 كانون الثاني يناير الجاري الذي اقترحته "ايغاد" ووافقت عليه "الحركة" ورفضته الحكومة التي تمسكت بموقفها المتمثل في استئناف المحادثات من حيث توقفت في 18 تشرين الثاني نوفمبر الماضي ومناقشة اقتسام السلطة والثروة والترتيبات الأمنية والعسكرية، لكن الوسيط الكيني الجنرال لازاراس سيمبويو لا يزال متمسكاً ببدء المفاوضات الاربعاء المقبل في ضاحية كارن قرب نيروبي لمناقشة قضايا "المناطق المهمشة" الثلاث، جبال النوبة وابيي وجنوب النيل الأزرق. وعلم ان مساعد وزير الخارجية الاميركي للشؤون الافريقية وولتر كونستايز يجري اتصالات مع الخرطوم لحل الأزمة، ويواصل القائم بالأعمال الاميركي لدى السودان جيف ميلنغتون اتصالاته مع الجنرال سيمبويو للغرض ذاته، كما أجرى وزير الخارجية الاميركي كولن باول نهاية الاسبوع محادثات هاتفية مع نظيره الكيني كانزو مسيوكا لتسريع عملية السلام السودانية. وجددت الخرطوم رفضها مناقشة قضايا المناطق الثلاث في اطار مبادرة "ايغاد" بعدما وافقت على طرحها في مسار مختلف عن قضية الجنوب. وقال مسؤول حكومي ل"الحياة" ان مذكرة التفاهم التي وقعتها الحكومة السودانية مع "الحركة الشعبية" في نيروبي في تشرين الثاني نوفمبر الماضي حددت مناقشة "المناطق المهمشة" في اطار مختلف، ولذلك اختيرت ضاحية كارن للتفريق بينها وبين مفاوضات ضاحية مشاكوس التي تركز على قضية الجنوب. وانتقد ما اسماه الانحراف عن المسار الرئيسي للمحادثات، مشيراً الى الوسيط الكيني الذي لم يلتزم "تفاهم نيروبي". وفي اسمرا أوضح ل"الحياة" الناطق باسم "الحركة الشعبية" ياسر عرمان "ان الحركة نقلت للوسطاء استعدادها الكامل لجولة المفاوضات المحددة في 15 الشهر الجاري ... تسلمنا دعوة الوسطاء لاستئناف الجولة على ان تبدأ كما حددوها بمناقشة قضايا المناطق المهمشة الثلاث"، التي يطالب قرنق بضمها الى الكيان الجنوبي، خصوصاً بعدما فوض عدد من قادة المناطق واحزابها قرنق التفاوض باسمهم خلال الجولة المقبلة من المفاوضات مع الحكومة، لكن الخرطوم رفضت ذلك. ولم تخف "الحركة" مخاوفها وقلقها على الجولة المقبلة. وأشار عرمان الى "أن ما تسمعه من الحكومة عبر اجهزة الاعلام غير مشجع وهو امتداد لنهج المراوغة والمناورة في قضايا مهمة واستراتيجية كالسلام". وحذر من "ان ذلك يؤثر على جدية العملية السلمية ويبطئ قوة دفعها". وأشار الى الجهود التي يبذلها الوسطاء وزيارة المبعوث الرئاسي الاميركي للسلام في السودان السناتور جون دانفورث للمنطقة، معرباً عن أمله "بأن تثمر هذه الجهود عن موافقة الطرف الحكومي على العودة الى طاولة المفاوضات".