أعربت مصادر مغربية مسؤولة ترحيبها بدعوة الرئيس جورج بوش تأسيس منطقة للتجارة الحرة مع الشرق الاوسط وقالت "انها تنسجم مع توجهات المغرب في منطقة إعلان اغادير الرباعية التي تضم حالياً مصر والأردن وتونس والمغرب وهي مفتوحة للدول الموقعة على اتفاقات الشراكة الاوروبية". وذكرت مصادر مغربية مأذونة ل"الحياة" امس ان جولة جديدة من المفاوضات التجارية بين الولاياتالمتحدة والمغرب في شأن اقامة منطقة للتبادل الحر ستُعقد في الاسبوع الاول من حزيران يوينو المقبل في الرباط. وحسب المصادر فإن الاجتماع، وهو الثالث من نوعه، سيُعقد على مستوى المسؤولين وسيبحث في الخطوات التي تم تحقيقها خلال الجولتين السابقتين. وكانت الجولة الثانية عقدت على المستوى الجماعي في مقر منظمة التجارة الدولية في جنيف نهاية آذار مارس الماضي اثناء الحرب على العراق التي كانت حالت دون انعقادها في الرباط كما كان مخططاً. بينما عقدت الجولة الاولى في واشنطن في كانون الثاني يناير الماضي. وقال الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري، المكلف ملف المفاوضات، ان المغرب قام بحملة جس نبض في الاوساط البرلمانية والاقتصادية الاميركية وتم تشكيل - مجموعة دعم داخل الكونغرس تسمى "كاوكاس" - لحشد التأييد لمشروع المنطقة التجارية وتم تشكيل تحالف اقتصادي يضم مؤسسات وشركات اقتصادية وتجارية اميركية مساندة لضم المغرب الى قائمة الدول التي تملك معها الولاياتالمتحدة مناطق تجارية حرة. وحسب المسؤول المغربي يتم التحضير لهذه للجولة الثالثة من المفاوضات عبر مشاروات واسعة ومكثفة مع ممثلي الهيئات المهنية والقطاعية في البلدين. وقال "ان الجولة السابقة مكنت من تبادل المعلومات حول التجارب المماثلة للولايات المتحدة مع الدول الخمس التي ترتبط معها باتفاقات التبادل الحر مثل اسرائيل والاردن والمكسيك وكندا كما تم استعراض تجربة المغرب مع الاتحاد الأوروبي وبعض الدول العربية منطقة اعلان اغادير الرباعية ومواقف البلدين داخل منظمة التجارة الدولية في نطاق المفاوضات متعددة الاطراف. وقال الفاسي الفهري "لا يوجد تناقض مطلقاً بين الاتفاق المزمع مع الولاياتالمتحدة واتفاق الشراكة الموقع عام 1996 مع الاتحاد الاوروبي". واضاف: "ان التفاوض يتم وفق رؤية تكاملية تستبعد كل تعارض علماً ان هناك دولاً متوسطية وغير متوسطية تقيم اتفاقات للتبادل الحر مع الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي مثل اسرائيل والاردن". وكان بعض الدول الاوروبية، خصوصاً فرنسا، أبدى في وقت سابق تحفظات على المفاوضات التي تجريها المغرب مع الولاياتالمتحدة واعتبرها مناقضة لفلسفة الشراكة اليورومتوسطية. وتدخل وزير الخارجية الفرنسية لتهدئة النقاش عقب الحملة التي شنتها الصحف المغربية ضد الموقف الفرنسي الذي اعتبرته تدخلاً في الشؤون المحلية. وبقدر ما يبدي بعض الاوساط الاقتصادية الاوروبية قلقاً من استغلال واشنطن لاتفاق الشراكة مع المغرب لإقامة وحدات صناعية اميركية قريبة من الاسواق الاوروبية لم تخف المصادر الاميركية نيتها في الافادة من القرب الجغرافي للمغرب وانفتاحه الاقتصادي لتعزيز وجودها في الاسواق الاوروبية. وذكرت مصادر وزارة الخارجية المغربية انه تم الاتفاق مع الولاياتالمتحدة على ضرورة تنظيم التبادل الحر عبر ضبط الفترات الانتقالية اللازمة وتحديد الاجراءات المصاحبة المناسبة تفادياً لاثار سلبية قد تنجم عن الانفتاح الفوري للسوق المغربية كما تم التوصل الى صيغة تلائم الواقع الاقتصادي والتنموي والخصوصيات الاجتماعية للمغرب. وتمثل الولاياتالمتحدة الزبون السادس للمغرب بنحو 900 مليون دولار من التجارة البينية مقابل نحو 13 بليون دولار للاتحاد الاوروبي.