مراكش - "الحياة" - أكد المغرب رسمياً أن المفاوضات مع الولاياتالمتحدة الاميركية بشأن اقامة منطقة للتبادل التجاري الحر ستنطلق في واشنطن قبل نهاية الشهر المقبل، على ان تتواصل الجولة الثانية من هذه المفاوضات في الرباط، منتصف الربيع المقبل . وأشارت مصادر وزارة الخارجية المغربية إلى ان البلدين انتهيا من اتصالات تمهيدية كان قادها المندوب المغربي الى مفاوضات المنطقة الحرة، وزير الدولة للشؤون الخارجية والتعاون، الطيب الفاسي الفهري، في واشنطن قبل أسابيع. وقالت إن المغرب يرى الطريق سالكة لإبرام اتفاق تجاري مع الولاياتالمتحدة قبل نهاية العام المقبل على ان يرفع البلدان الرسوم الجمركية تدريجاً وصولاً الى الغائها بين عامي 2010 و2012، وهو التاريخ المحدد لبدء العمل بالمنطقة التجارية الحرة مع الاتحاد الاوروبي. وستشمل المفاوضات مجالات الجمارك والصناعة والزراعة والمنسوجات والسياحة والطاقة والبنى التحتية والأشغال والتكنولوجيا والمواصلات والبيئة. ونقل عن وليام بيرنز، مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط خلال زيارته الرباط أول من أمس قوله إن واشنطن عازمة "على اعطاء العلاقات مع المغرب طابعاً متميزاً يجعل الرباط تحتل مكانة مرموقة ضمن شركاء الولاياتالمتحدة عبر العالم"، وإن "واشنطن ستبعث قريباً فريقاً اميركياً للبحث في مجالات الشراكة المتاحة مع المغرب، لا سيما المجالات الاقتصادية والتجارية"، واصفاً العلاقات بين بلاده والمغرب ب"الجيدة جداً" وأنها "تحتاج الى مزيد من التعاون". وكانت أوساط في الادارة الأميركية والكونغرس أيدت موقف الرئيس بوش اجراء مفاوضات مع المغرب للتوصل الى اتفاق لاقامة منطقة للتبادل التجاري الحر. وأشارت إلى ان المغرب سيكون ثاني دولة عربية توقع معها اتفاقاً تجارياً حراً بعد الاردن، والثالث في المنطقة المتوسطية بعد اسرائيل، وهو الاتفاق الرابع الذي تسعى واشنطن إلى توقيعه العام المقبل مع بعض الدول ومنها استراليا وسنغافورة وجنوب افريقيا. وتسعى الولاياتالمتحدة، حسب تصريحات المسؤولين، إلى الافادة من القرب الجغرافي للمغرب ووقوعه على مفترق الطرق التجارية بين اوروبا والشرق الاوسط وافريقيا جنوب الصحراء. وتطمح واشنطن إلى استخدام الميناء التجاري الدولي الذي سيقيمه المغرب شرق طنجة، على البحر الابيض المتوسط لتسويق منتجاتها المختلفة داخل اسواق الاتحاد الاوروبي الذي ترتبط معه الرباط باتفاق شراكة منذ عام 1996. يذكر ان المغرب يرتبط مع الولاياتالمتحدة باتفاق للتبادل التجاري وحماية الاستثمارات يعود الى مطلع الثمانينات. وكان أبرم في عهد الرئيس رونالد ريغان. وناهزت المبادلات التجارية البينية 900 مليون دولار العام الماضي. وهي كانت تراجعت نحو 250 مليون دولار متأثرة بأحداث 11 ايلول، كما شهدت الاستثمارات والسياحة الاميركية نحو المغرب تراجعاً خلال السنة الجارية.