تعقد في بروكسيل اليوم الدورة الثالثة لمجلس الشراكة المغربي - الاوروبي لتقويم نتائج تجربة اتفاق الشراكة الموقع عام 1996 والبحث في اقتراح المغرب منحه "وضعاً متقدماً" في علاقته مع الاتحاد، عشية انطلاق الجولة الثانية من المفاوضات المغربية - الاميركية في شأن منطقة التجارة الحرة. قالت مصادر في وزارة الخارجية المغربية ان الوفد الذي يرأسه وزير الدولة للشؤون الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري يضم ممثلين عن القطاعات المالية والتجارية والزراعية والداخلية. وسيقترح المغرب على الجانب الاوروبي تشكيل هيئة عمل جديدة للبحث في القضايا العالقة بين الطرفين وخصوصاً الملف الزراعي والهجرة وتحرير التجارة الخارجية والاجراءات الكفيلة بزيادة التعاون في المجالات كافة. وقالت بعثة المغرب في بروكسيل ان الهيكلة الجديدة المقترحة ستكون مشابهة بتلك التي وضعها الاتحاد الاوروبي مع دول اوروبا الشرقية عشية انضمامها الى الاتحاد وجعلها صيغة تعامل موسعة تشمل في وقت لاحق كل الدول العربية - المتوسطية التي تلتئم في "اعلان أغادير" الذي يضم حالياً المغرب وتونس ومصر والاردن. وسيقترح المغرب، حسب المصادر التي تحدثت معها "الحياة"، صيغة تصحيحية للشراكة الاقتصادية والسياسية تجعل الشراكة اقل قليلاً من الانضمام الى عضوية الاتحاد، بسبب الموقع الجغرافي، واكثر من مجرد علاقة اقتصادية وتجارية كتلك بين الاتحاد ودول اخرى. وقالت المصادر ان الاتحاد يرغب في حصر العلاقة في جوانبها التجارية والتركيز على الخلافات الحاصلة في بعض الملفات مثل الزراعة والهجرة، بينما المطلوب "صيغة متقدمة تأخذ حقائق التاريخ والجغرافيا والمصالح المشتركة". ويرغب المغرب في مضاعفة المساعدات التي يتلقاها من الاتحاد وتحرير الاسواق بشكل تجعله يصدر حصصاً اكبر من المنتجات الزراعية، اضافة الى اقامة تعاون في مجالات حيوية لم يتم تحديدها. وتقدر التجارة بين الطرفين بنحو 13 بليون دولار سنوياً ويتلقى المغرب مساعدات سنوية تقل عن 200 مليون دولار. واقترح الاتحاد زيادة وارداته الزراعية من المغرب مقابل السماح بتحرير تجارة اللحوم والالبان والاجبان، وهي اقتراحات اعتبرتها الرباط "متجاوزة في الوقت الراهن". وقالت الرباط انه يجب التفكير في فضاء اورومتوسطي يشمل تعاوناً اوسع ويقوم على دينامية تقليص الفوارق بين الشمال والجنوب ومعالجة الاسباب التي تدعو الى الهجرة او التطرف. وقالت المصادر ان الاقتراح المغربي سيتم عرضه على وزراء خارجية بلجيكا لويس ميشيل واسبانيا آنا بلاثيو وايطاليا ماركو فارتيني والوزير الفرنسي للشؤون الاوروبية نويل لنوار والمندوب الاوروبي رومانو برودي. وكانت اطراف اوروبية اعتبرت ان المنطقة الحرة مع الولاياتالمتحدة، التي يتهيأ المغرب لتوقيع اتفاق في شأنها، تتعارض مع مصالح بعض الدول الاوروبية في المنطقة، لكنها تراجعت عن تحفظاتها بعدما تبين ان دول اوروبا الشرقية المتهيئة للانضمام الى الاتحاد تعارض التوجهات الاوروبية في قضايا دولية عدة. وتعزز المفاوضات التجارية مع واشنطن وضعية المغرب مع الاتحاد المنقسم على نفسه حول قضايا كثيرة. ويعتبر الخلاف القائم بين بعض الدول الاوروبية في شأن صيغة اوروبا الجديدة حافزاً للرباط لاقتراح معاودة النظر في اتفاق الشراكة الذي يرفض المغرب ان يقتصر على الجوانب الاقتصادية فقط من دون ان يكون مساعداً للمملكة في حل مشاكلها الاخرى.