رفضت باكستان أمس الاتهامات الهندية لها بالتحريض للهجوم على معبد هندوسي في غوجارات غرب أسفر عن سقوط 30 قتيلاً أول من أمس. كذلك رفض الثوار الكشميريون محاولة نيودلهي تحميلهم مسؤولية الهجوم على المعبد بربطه بالانتخابات في كشمير الهندية حيث استمرت أعمال العنف أمس. وجاء ذلك في وقت نشر الجيش الهندي تعزيزات في غوجارات، كما أعلنت الشرطة الهندية أنها قتلت مسلحين تحصّنا داخل المعبد. إسلام آباد، نيودلهي، سريناغار كشمير - أ ف ب، رويترز - أعلن وزير الاعلام الباكستاني نزار مأمون أمس، رفض بلاده الاتهامات الهندية لها بالتورط في الهجوم على معبد هندوسي في غوجارات. وقال: "من المضحك وغير المنطقي، التفكير في مثل هذا الامر". وأضاف ردًا على تعليقات في هذا الشأن أدلى بها نائب رئيس الوزراء الهندي لال كريشنا إدفاني: "من الواضح أنهم الهنود فقدوا حسن الادراك". وكان إدفاني قال لمجموعة من الصحافيين في مكان الهجوم في غوجارات: "تحدث عدونا عن غوجارات في الآونة الاخيرة ويبدو أن الخطة بدأت منذ بعض الوقت". وكان إدفاني يشير بذلك إلى خطاب ألقاه الرئيس الباكستاني برويز مشرف في 12 الشهر الجاري أمام الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك، وندد فيه ب"المتطرفين في الهند" الذين غذوا بحسب ما قال، أعمال عنف استهدفت المسلمين في غوجارات الربيع الماضي. وربط إدفاني بين الهجوم على معبد غانديناغار والانتخابات المحلية الجارية في كشمير الهندية، مشيرًا إلى أن المجزرة في المعبد تندرج في إطار العمليات المستمرة للميليشيات الاسلامية الموالية لباكستان ضد نيودلهي. وأشار إلى أن "هذه الهجمات تكثفت عندما لمس أعداؤنا أن الديموقراطية تعززت على رغم الارهاب، وأن نجاح الانتخابات في كشمير سيجعل ديوقراطيتنا أكثر متانة". وأضاف أن "المتمردين والباكستانيين اختاروا هذا الهدف المعبد الهندوسي لمحاولة إظهار قوتهم، كونهم يواجهون حاليًا هزيمة في كشمير". واعتبر مأمون أن الوقت حان لان تعمل القيادة الهندية على منع "تفشي النزعة الطائفية والتعصبية الهندوسية". وقال الناطق باسم وزارة الخارجية عزيز خان: "إننا ندين هذا الهجوم ومقتل المدنيين الابرياء". وقال مشرف إن "الاسرة الدولية يجب أن تعمل لمواجهة المتطرفين في الهند بالتصميم نفسه الذي تظهره في مكافحة الارهاب والتطرف الديني والعنصرية الاتنية والاتجاهات الفاشية في أمكنة أخرى من العالم". تعزيزات هندية في غضون ذلك، نشر الجيش الهندي أمس، تعزيزات من ثلاثة آلاف جندي في غوجارات "كإجراء وقائي". وأعلنت الشرطة الهندية أمس أن الرجلين المسلحين اللذين هاجما المعبد وقتلا ثلاثين شخصًا داخله، سقطا قتيلين برصاص رجال فرقة قوات نخبة للشرطة الهندية أنهت احتلال المعبد الديني. وأعلن قائد القوة أنه عثر مع الرجلين اللذين ينتميان إلى مجموعة إسلامية غير معروفة حتى الآن تدعى "طريق القصاص"، رسائل تتبنى العملية. الكشميريون من جهة أخرى، رفض رئيس تحالف "حريات" الكشميري الانفصالي عبد الغني بات أمس، التصريحات الهندية التي ربطت بين مجزرة معبد غوجارات والنزاع في كشمير. وقال: "لا أوافق على النظرية التي تربط بين الهجوم في غوجارات وكشمير ولا أؤيد كلام إدفاني". ورد على إدفاني قائلاً إن "غوجارات لم تكن مرتبطة بكشمير عندما سقط مسلمون ضحايا مجزرة حقيقية ارتكبها أصوليون هندوس". وأضاف أن "هذا لم يكن له أي علاقة بكشمير حينذاك". وكان بات يشير بذلك إلى مقتل أكثر من ألف مسلم في غوجارات في شباط فبراير وآذار مارس الماضيين، بعد هجوم على حجاج هندوس في المنطقة نفسها. ورأى زعيم تحالف "الحريات" الذي يقاطع الانتخابات الجارية في كشمير ويعتبرها غير شرعية، أن "إرادة الشعب ستنتصر في جامو وكشمير وهذا لا علاقة له بما يجرى بين الطوائف أو الطبقات". وأضاف أن النزاع في كشمير وباكستان "يتجاوز بكثير المشكلات في غوجارات أو أي مكان آخر". إلى ذلك، أعلنت الشرطة الهندية أن أربعة جنود هنود وستة من المتمردين، قتلوا في اشتباكين بين الجيش والمسلحين الاسلاميين في كشمير الهندية. وكان الجيش طوق مساء أول من أمس، قطاعًا في قرية واغورا في إقليم بارامولا شمال بعدما أبلغ بوجود عناصر يشتبه بأنهم من المتمردين. وقالت الشرطة إن هؤلاء المتمردين فتحوا النار على الجنود. وأوضح المصدر أن إطلاق النار استمر سبع ساعات وأسفر عن سقوط ستة قتلى: أربعة جنود واثنان من المتمردين إضافة إلى خمسة جرحى في صفوف الجيش. وجاء إطلاق النار بعد ساعات على إغلاق مكاتب الاقتراع للمرحلة الثانية من الانتخابات الاقليمية في جامو وكشمير. وفي موازاة ذلك، قتل الجيش أربعة أشخاص يشتبه بأنهم من المتمردين مساء الثلثاء في قرية كنشان بارامولا قرب خط المراقبة الفاصل بين شطري كشمير. وأعلنت الشرطة أن الرجال الاربعة عبروا خط المراقبة من آزاد كشمير الخاضعة للسيطرة الباكستانية وعثر بحوزتهم على ثلاث بنادق رشاشة و21 قنبلة.