سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شيخ يؤكد غضب السكان بعد مشاهدة الجنود يتسكعون في المدينة بثيابهم الداخلية . الفلوجة : مقتل ثلاثة عراقيين برصاص اميركي خلال تظاهرة تطالب بانسحاب القوات من المدينة
أعلنت مصادر طبية ان ثلاثة عراقيين قتلوا واصيب اثنان آخران بجروح برصاص القوات الاميركية في مدينة الفلوجة 60 كيلومترا غرب بغداد ما زاد حدة التوتر في هذه المدينة السنية ودفع رجال الدين الى مطالبة القوات الاميركية بالانسحاب من المدينة. اعلن طبيب في المستشفى الحكومي في مدينة الفلوجة ان ثلاثة عراقيين قتلوا أمس وأصيب اثنان آخران بجروح خطرة برصاص الجنود الاميركيين في هذه المدينة العراقية. واعلن الناطق باسم القيادة الاميركية الوسطى ستيوارت ابتون ان القيادة تدرس معلومات عن حصول تظاهرات جديدة أمس، في المدينة التي شيعت الثلثاء في تظاهرة اطلقت خلالها شعارات مناهضة لقوات الاحتلال، 15 شخصاً من ابنائها قتلوا مساء الاثنين برصاص القوات الاميركية خلال مشاركتهم في تظاهرة احتجاج على وجودها في مدرسة. واكدت القيادة الاميركية الوسطى ان الجنود الاميركيين دافعوا عن انفسهم بعد ان قام المتظاهرون بإطلاق النار عليهم ما ادى الى "اصابة سبعة مدنيين بجروح" الا انها لم تشر الى وقوع قتلى. غير ان شهوداً في المكان اكدوا ان 15 عراقياً بينهم ستة اطفال بين السابعة والثامنة من العمر قتلوا واصيب 45 شخصاً بجروح خلال هذه التظاهرة. ووقع الضحايا الجدد امس، اثناء تظاهرة معادية للاميركيين في الفلوجة شارك فيها نحو 7 آلاف شخص. وقال العراقي صفا رسول إن "التظاهرة كانت سلمية وطلب منا رجال الدين عدم حمل السلاح، وهذا ما فعلناه، ولم يحصل تبادل لاطلاق النار". واضاف ان جنوداً اميركيين يستقلون سيارات جيب وناقلات جند مجهزة برشاشات ثقيلة فتحوا النار على المتظاهرين بعد ان قام عدد من الصبية برشقهم بالحجارة وبالأحذية. واوضح ان جنوداً آخرين كانوا يتمركزون على سطح بناية مجاورة فتحوا ايضاً النار على المتظاهرين. واعلن عدد من رجال الدين في المدينة انهم قابلوا أمس، عدداً من الضباط الاميركيين وطلبوا منهم مغادرة المدينة. وقال الشيخ علي المحمدي "قابلنا الاميركيين وقلنا لهم ان عليهم الانسحاب على الاقل الى اطراف المدينة لأن تاثيرهم سيء على السكان. ان الفلوجة معروفة بأنها أحد مراكز الاسلام والدين مهم جداً بالنسبة الينا والشرف ايضاً والارض. قلنا لهم ان الوضع سينتقل من سيء الى اسوأ". وقال الشيخ محمدي ان غضب السكان تزايد بعد ان شوهد الجنود الاميركيون وهم يتسكعون في المدينة بثيابهم الداخلية. واوضح ان وجود الجنود الاميركيين في قلب المدينة "مسيء"، موضحاً انه لم يدع السكان بعد الى الانتفاضة بل بالعكس لا يزال يدعوهم الى الهدوء. وقال الشيخ عبدالحميد جدو الذي شارك ايضاً في الاجتماع "اخترنا طريق الحوار حتى الآن الا اننا نعلم انه سيكون من الصعب تهدئة السكان في حال تواصل الوضع على هذا المنوال". وافادت تقارير تلفزيونية أن التظاهرة نظمت ابتهاجاً بانسحاب القوات الاميركية من مدرسة في المدينة كان الجنود الاميركيون يستخدمونها كقاعدة حتى مساء الاثنين. وذكر سكان ان احتجاج يوم الاثنين كان يطالب بانسحاب الجنود من المدرسة. وقال طه بدوي حميد وهو مسؤول عراقي في الفلوجة "طلبنا من القوات الاميركية مغادرة البلدة والبقاء عند مشارفها حتى لا تؤجج مشاعر المسلمين هنا". وقال الدكتور طالب الجنابي وهو مدير مستشفى خاص استقبل بعض الجرحى من حادث يوم الاثنين كما استقبل مصاباً من حادث يوم امس، ان سكان الفلوجة يحتجون على الدوريات التي يقوم بها الاميركيون "انهم يتجولون في الداخل وبين البيوت وامام المدارس كرعاة بقر. العراقيون يرفضون ان يعاملوا مثل ما يحدث في فلسطين. انهم يقولون انهم جاءوا هنا ليحررونا من نظام صدام حسين. لكن يجب أن لا يحدث بهذا الشكل". وفتحت القوات الاميركية النار أمس، للمرة الثانية في اسبوع واحد على الحشود الغاضبة في الفلوجة. وقال مسؤول كبير في المستشفى الرئيسي ببلدة الفلوجة انه رأى شابين قتلا نتيجة اصابات في الرأس أمس، حين فتح جنود أميركيون النار على حشد في المدينة. وقال جنود اميركيون مثلما فعلوا الثلثاء انهم فتحوا النار بعد ان أُطلقت عليهم النيران. ولم تقع اي خسائر بشرية بين الاميركيين في الحادثتين. وقال أحمد الطه المسؤول في المستشفى "سقط قتيلان. أصيبا في الرأس". وذكر انهما في أواخر العشرينات أو أوائل الثلاثينات من العمر وانهما إما أصيبا بأعيرة نارية أو شظايا. وذكر ان المستشفى يعالج ثمانية مصابين جرحوا في الواقعة التي حدثت خارج مقر القيادة الاميركي الرئيسي في الفلوجة. وقال الطه ان مصابين غيرهم نقلوا الى مستشفى اخر. وكان الحشد يحتج على مقتل العراقيين ال15. وقال الميجر مايكل مارتي من الفرقة الاميركية الثانية والثمانين المحمولة جواً ان جنودا كانوا يتحركون في قافلة من العربات وانهم فتحوا النار بعد أن أطلق حشد عراقي النار عليهم. وقال مارتي ان بعض من كانوا في الحشد رشقوا القافلة بالحجارة "ثم جاءت أعيرة من الحشد موجهة الى القافلة. حينئذ ردوا بإطلاق النار". وأضاف ان الجنود قالوا ان عراقيين ربما أصيبا. واعرب بعض السكان عن اعتقادهم بأن ما يصل الى أربعة ربما يكونون قتلوا وقالوا ان المتظاهرين كانوا عزلاً. وقال مارتي من الفرقة 82 المحمولة جواً ان السكان يشعرون بالاحباط من غياب الحكومة المركزية بعد سقوط صدام. واضاف: "لا يعرفون لمن يوجهون احباطهم في غياب حكومة عراقية مركزية. ونحن اقرب ما نكون اليها الآن". ونفى ان يكون الجنود الاميركيون اصابهم التوتر وقال: "اعتقد انهم يشحذون حواسهم وهم ملمون اكثر بما يحيط بهم". وصرح بأنه "لا يتضح لهم دوماً ما اذا كانت الطلقات التي تطلق في الهواء هي للاحتفال أم انها موجهة ضدهم". وقال زياد عبود نجم وهو نجار 34 عاماً انه شارك في التظاهرة التي نظمت امام مقر القيادة الاميركية وانه شاهد قافلة من العربات الاميركية تقترب. واضاف ان جندياً اميركياً داخل المبنى اعتراه الفزع فيما يبدو واخذ ساتراً واطلق طلقة رصاص في الهواء اتجهت فيما يبدو قرب القافلة وانه حينئذ فتحت العربات الاميركية النار على المتظاهرين. وكال سكان السباب على الاميركيين في الشارع من امام مقر القيادة. وقفت مجموعة تزيد عن 50 عراقياً وهي تقول للجنود "عودوا الى بلادكم" و"لا اله الا الله" و"بالروح بالدم نفديك يا إسلام".