تصاعدت حدة التوتر في مدينة الفلوجة اثر اصابة سبعة امريكيين بجروح ليلة الاربعاء الخميس في هذه المدينة الواقعة غرب بغداد، بينما توعد سكان المدينة، الامريكيين بتكرار الهجمات عليهم بسبب المجزرة التي راح ضحيتها 13 قتيلا خلال تظاهرة سلمية يوم الأحد وتبعها سقوط قتلى في الأيام التالية.واصيب الجنود الامريكيون السبعة بجروح نحو الساعة الواحدة ليلا عندما قام شخصان برمي قنبلتين يدويتين داخل المقر الذي يتمركز فيه الجنود الامريكيون في المدينة، والذي كان مقرا لحزب البعث حسب ما قال الكابتن فرانك روزنبلات من الفرقة 82 المجوقلة.وقال ان سبعة جنود اصيبوا بجروح الا ان حياتهم ليست في خطر، الامر الذي اكدته القيادة الامريكية الوسطى. وتضم هذه المدينة الواقعة على بعد 60 كلم غرب بغداد 600 الف نسمة ويبدو ان عناصر موالية لصدام حسين قد تستفيد من أخطاء الامريكيين لتأجيج النيران بين السكان والقوات الامريكية حسب ما افادت مصادر في المكان لوكالة فرانس برس. وأصر نحو مائة شخص أمس على التظاهر بهدوء الا انهم حذروا من حمام دم في حال لم تغادر القوات الاميركية المدينة. وهتف احد المتظاهرين" اميركا لن تعيش بسلام، نحن مسلمون وسنقاتلهم اليوم وغدا وكل يوم. وقال الموظف المتقاعد فاهري ارزورقي على الاميركيين ان يرضوا عائلات الاشخاص الذين قتلوا والا فان اقرباءهم سينتقمون، عليهم على الاقل ان يلتقوا العلماء في المدينة لتهدئة الوضع الذي بات خطرا على الجميع. وقال امام مسجد في المدينة ان تظاهرة جديدة ستنطلق اليوم الجمعة بعد الصلاة. ومنذ الاحد تشهد الفلوجة مواجهات بين السكان والجنود الاميركيين ادت الى مقتل 16 عراقيا. فقد قتل 13 عراقيا الاثنين خلال تظاهرة احتجاج على الوجود الامريكي في المدينة حسب ما افاد شهود، كما قتل ثلاثة اخرون الاربعاء في تظاهرة احتجاج على احداث الاثنين حسب ما افاد شهود ايضا. وعن احداث الاربعاء قال الكابتن روزنبلات ان المتظاهرين عندما بدأوا برشق القوات الاميركية بالحجارة والاحذية ظن الجنود انها قنابل يدوية فاطلقوا النار عليهم. واعلنت القيادة الاميركية الوسطى الاربعاء ان المتظاهرين رشقوا الجنود الاميركيين بالحجارة كما اطلقوا عيارات نارية باتجاههم ما دفع الجنود الاميركيين الى الرد. إلا ان شهودا في المكان افادوا من جهتهم ان المتظاهرين لم يكونوا مسلحين ولم يطلقوا النار على الجنود الاميركيين ورشقوهم فقط بالحجارة والاحذية. وعن احداث الاثنين قال الكابتن الاميركي ان القوات الاميركية رصدت وجود 25 شخصا مسلحين برشاشات كلاشنيكوف بين المتظاهرين، وقد ضبطوا عددا من الرشاشات. وقال الكابتن روزنبلات ان غالبية المسلحين تمكنوا من الفرار مضيفا : لا افهم هذا الكلام المتكرر حول ان المتظاهرين لم يكونوا مسلحين مضيفا ان رجاله سيواصلون القيام بما يجب القيام به. وافاد الكابتن ايضا ان ضباطا اميركيين يجرون حاليا مفاوضات مع مسؤولين بلديين في المدينة. والاربعاء اعلن عدد من المشايخ في المدينة انهم طلبوا من القوات الاميركية الانسحاب من الفلوجة او الانسحاب على الاقل من وسطها. واعلن مسؤول محلي في المدينة ان السكان باتوا يضيقون ذرعا بالجنود الاميركيين خصوصا بعد ان تمركزوا في احدى مدارس المدينة. وقال المسؤول المحلي طه العلوي ان الاميركيين طلبوا من سكان الفلوجة التوقف تماما عن استخدام الاسلحة النارية حتى في الاعراس والجنازات. وقال ان زعماء العشائر رفضوا ذلك واعتبروا الطلب غير مقبول ومستحيلا. جنود أمريكيون في قاعدتهم بالفالوجة العراقيون في الفالوجة يرفضون الوجود الأمريكي في مدينتهم