قال وزير النفط القطري، رئيس منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك، عبدالله العطية، ل"الحياة" أمس، إنه طلب عقد مؤتمر للمنظمة في 24 نيسان ابريل الجاري، "لأنه من الأفضل التشاور واتخاذ الاجراءات، قبل ان يطول الوقت ونواجه مشكلة، بسبب ما نشهده من تدهور في أسعار النفط". وأضاف العطية، الذي يقوم بزيارة رسمية الى باريس: "الوقاية خير من العلاج، ويجب ان نناقش قبل ان نشهد تدهوراً في السوق، وتصبح بعدها القرارات صعبة لإعادة الاستقرار في الأسعار". وقال إن "أسعار النفط وصلت الى الخطوط الحمر، وقد تصل الى أقل من 22 دولاراً. لذلك يجب ان نجتمع في أسرع وقت". وعما إذا تبين الآن ان الحرب على العراق لم تؤثر على السوق النفطية، وما إذا كانت الزيادات في الانتاج ضرورية، قال: "نحن بذلنا كل الجهود لتوجيه رسالة قوية للمستهلكين بأن أوبك ملتزمة بالتوازن بين العرض والطلب. لكننا أبدينا استعداداً لمعالجة النقص النفطي الناجم عن فنزويلاوالعراق، وأيضاً نيجيريا. ففي تلك الفترة، كان العالم يعيش في وضع متوتر بالنسبة للطاقة وتوازنها في السوق". وأضاف: "ان عدداً كبيراً من المحللين كانوا يتوقعون أسعاراً عند مستويات تراوح بين 40 و60 أو 100 دولار للبرميل. وكان جوابي آنذاك ان هذا غير واقعي، لأن السوق تتفاعل مع أمور نفسية في البداية، ثم تعود الى طبيعتها التي هي العرض والطلب. فعندما بدأت "أوبك" ترفع انتاجها نتيجة الأزمة السياسية في فنزويلا، كان ذلك للتوازن وتهدئة الأسعار التي كانت في ارتفاع. فقد أردنا أن نعيد الأسعار الى آلية أوبك، وهي بين 22 و28 دولاراً للبرميل". وعن احتمال إعادة العراق الى الحصص الانتاجية في الاجتماع المقبل، قال: "نتمنى ان يعود العراق الى الدور الرئيسي الذي كان يلعبه. فهو عضو مؤسس في منظمة اوبك، ودوره كبير وامكاناته النفطية واسعة، وسيلعب دوراً كبيراً في الأسواق. لكن يتعين الآن الانتظار لنرى تطور الأحداث". واعتبر العطية ان "هناك الآن فائضاً من النفط في الأسواق ينبغي إزالته من أجل منع تدهور الأسعار". وقال: "الكل في أوبك متفق على انه إذا وصلت الأسعار الى أقل من 22 دولاراً للبرميل، فإنه يتعين خفض الانتاج". وكان رئيس "اوبك" اجتمع بعد ظهر أول من أمس الاثنين مع وزيرة الصناعة والطاقة الفرنسية، نيكول فونتين، التي أعلنت انها ستزور الدوحة قريباً مع وفد من كبار رجال الأعمال والمسؤولين الصناعيين الفرنسيين. كما التقى أمس رئيس شركة "توتال فينا الف"، تييري ديماري، الذي أقام مأدبة غداء على شرفه. وعقد ندوة مع رجال أعمال فرنسيين سألوه عن تأثير الحرب العراقية على "أوبك"، وعن سياسات النفط في المنطقة. ويشارك العطية غداً الخميس في باريس في قمة نفطية ينظمها ناشر مجلة "بتروستراتيجي"، بيار ترزيان، بالتعاون مع عدد من الشركات النفطية الكبرى. ويشارك في القمة أيضاً وزير النفط الجزائري، شكيب خليل، والأمين العام ل"أوبك". لكن مشاركة المستشار النفطي الرئاسي في نيجيريا، ريلوانو لقمان، لا تزال غير مؤكدة، نظراً للأوضاع في بلاده. وسيلتقي العطية أيضاً مدير وكالة الطاقة الدولية في باريس، كلود مانديل. وكان العطية أكد ل"الحياة" أخيراً ان علاقة "أوبك" بوكالة الطاقة الدولية تغيّرت عما كانت عليه في السبعينات، لتصبح "علاقة تعاون وليست مواجهة". مشاركة الامارات من جهته، أكد وزير النفط في دولة الامارات، عبيد بن سيف الناصري، ان بلاده ستشارك في الاجتماع الوزاري لمنظمة "اوبك" المقترح عقده في 24 نيسان الجاري في فيينا. وقال الوزير ان الاجتماع "تشاوري" بين الوزراء في الدول الاعضاء في منظمة "اوبك" تستدعي عقده "الضغوط" التي تتعرض لها أسعار النفط. وشهدت أسعار النفط تراجعاً في مستوياتها بنحو 10 دولارات بعد الحرب على العراق، محققةً "علاوة حرب" تبلغ بين 7 و8 دولارات للبرميل. وعزا الناصري انخفاض أسعار النفط الحالي الى أسباب سياسية ومضاربات في السوق، بالاضافة الى "زيادة الضخ" من قِبل بعض دول "اوبك" فوق معدلاتها الانتاجية التي حدّدتها المنظمة في اجتماعها الأخير. وقررت "اوبك" في اجتماع استثنائي عقدته في 12 كانون الثاني يناير الماضي في فيينا زيادة الانتاج بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً، ليكون السقف الانتاجي للمنظمة باستثناء العراق 24.5 مليون برميل يومياً. وجدّدت التزامها بهذا الاتفاق في اجتماع عادي عقدته في 11 آذار مارس الماضي في فيينا. وتؤكد مصادر نفطية ان عدداً من دول "اوبك" لم يلتزم بهذا الاتفاق، وبدأ الانتاج بكامل طاقته الانتاجية، مستفيد من الارتفاع الكبير في أسعار النفط. وغضت "اوبك" النظر عن هذه التجاوزات ظناً منها ان الحرب على العراق ستتطلب من "اوبك" استخدام كامل الطاقات الانتاجية في الدول الاعضاء لتعويض النقص في امدادات النفط العراقي. وقال وزير النفط الاماراتي ان اتخاذ قرار من قِبل "اوبك" في اجتماعها المقترح في العاصمة النمسوية في الثلث الأخير من الشهر الجاري بخفض الانتاج، "سابق لأوانه". وأكد ان أي قرار سيتم اتخاذه سيراعي اعتبارات الوضع السياسي في الخليج، والعوامل الأساسية في السوق، بما فيها العرض والطلب العالمي على النفط والأسعار. وشدّد الناصري على ضرورة التزام دول "اوبك" بحصصها الانتاجية، للمحافظة على الأسعار عند المستويات التي حدّدتها المنظمة بين 22 و28 دولاراً للبرميل. وتشير احصاءات شبه رسمية الى ان انتاج "اوبك" في آذار باستثناء العراق زاد بنحو 1.7 مليون برميل يومياً عن السقف البالغ 24.5 مليون برميل يومياً. وأكد الناصري ضرورة ان يأخذ أي قرار لمنظمة "اوبك" في الاعتبار مصالح المنتجين والمستهلكين.