جرت أمس مشاورات مكثفة بين وزراء النفط في الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك واتفقوا "مبدئياً" على عقد اجتماع طارئ للمنظمة يوم الأحد المقبل في فيينا لتحديد كمية الزيادة التي ستوفرها "أوبك" للأسواق النفطية، لتفادي تعرض اسعار النفط لصدمة بسبب الاضراب المستمر في فنزويلا وشبح الحرب على العراق، اذ ارتفعت الاسعار بنسبة 25 في المئة خلال الشهرين الماضيين قبل تراجعها خلال اليومين الماضيين. أكد رئيس "أوبك" وزير الطاقة القطري عبدالله العطية ل"الحياة" انه تمت الدعوة الى عقد اجتماع طارئ للمنظمة يوم الاحد المقبل. ويلغي الاجتماع الطارئ في فيينا خططاً وبرامج للقاء كان معداً بين عدد من وزراء نفط الخليج ومصر الأحد المقبل في أبوظبي. وقالت مصادر نفطية خليجية ل"الحياة" ان وزراء النفط في الدول الخليجية الأعضاء في "أوبك" اتخذوا الترتيبات الخاصة بسفرهم الى فيينا للمشاركة في الاجتماع، إذا لم تحصل مستجدات تدعو الى عدم عقده. لكن من غير الواضح ما اذا كانت كل الدول الاعضاء في المنظمة، بما فيها العراق، ستمثل على المستوى الوزاري. وأكدت المصادر ان عدداً من وزراء النفط أبلغوا أمانة "أوبك" في فيينا سعيهم للمشاركة في الاجتماع الطارئ. ولفتت المصادر الى أن فكرة عقد الاجتماع باتت أكثر إلحاحاً أمام الوزراء بعدما برزت آراء عدة حول كمية الزيادة في الانتاج التي ستقررها "أوبك" لطمأنة الأسواق. وقالت ان الوصول الى قرار جماعي تطلب عقد لقاء جماعي للوزراء للاتفاق على الكمية الاضافية التي سيتعين ضخها للأسواق. وتؤيد دول في "أوبك" ان تكون الزيادة في حدود مليون برميل يومياً خشية حدوث تراجع كبير في أسعار النفط في حال زيادة الانتاج بكميات كبيرة، وعودة النفط الفنزويلي الى السوق بشكل مفاجئ وسريع، فيما ترى دول أخرى زيادة الانتاج بنحو مليوني برميل، ما يعني زيادة بين اربعة وسبعة في المئة على سقف الانتاج البالغ حالياً 23 مليون برميل يومياً باستثناء العراق والذي بدأ العمل به في الاول من الشهر الجاري. وتتحدث المصادر عن امكان الاتفاق بين دول "أوبك" على زيادة الانتاج بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً ليرتفع السقف الانتاجي لدول "أوبك" الى 24.5 مليون برميل يومياً. وقال وزير النفط الكويتي الشيخ احمد الفهد الصباح أمس انه يتوقع ان ترفع "أوبك" انتاجها بين مليون و1.5 مليون برميل يومياً. وأضاف للصحافيين: "هناك اقتراحان. مليون برميل يومياً و1.5 مليون برميل يومياً". ورداً على سؤال اذا كان اي وزير قد اقترح زيادة الانتاج مليوني برميل يومياً قال الشيخ احمد "لا". واضاف: "اننا نفضل زيادة الانتاج مليون برميل يومياً وسنوافق على 1.5 مليون اذا تطلب الامر". وذكرت مصادر في "أوبك" ان السعودية تفضل زيادة الانتاج بواقع 1.5 مليون برميل يومياً بينما تأخذ ليبيا والجزائر صف الكويت في السعي لزيادة الانتاج مليون برميل يومياً. وتريد "أوبك" اعادة الاسعار الى النطاق السعري المستهدف للمنظمة بين 22 و28 دولاراً للبرميل والذي ترى انه لا يهدد نمو الاقتصاد العالمي. وقال مهدي فرضي من مؤسسة "درسدنر كلاينورت فاسرشتاين": "بذل العالم كل ما بوسعه لتعزيز النمو بغير نجاح يذكر، واذا ظلت اسعار النفط مرتفعة سنشهد عاماً آخر من النمو البطيء للغاية". ومن شأن توقف امدادات النفط العراقي في حال نشوب حرب ان يحرم الاسواق العالمية من مليوني برميل يومياً اخرى. وتراجعت الاسعار خلال اليومين الماضيين بعدما أكدت "أوبك" انها تدرس زيادة الانتاج للتعويض عن النفط الفنزويلي. وهبط خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم شباط فبراير في بورصة النفط الدولية في لندن بعد ظهر أمس الى 28.60 دولار للبرميل، بخسارة مقدارها 80 سنتاً على سعر الاقفال السابق. وفي التعاملات على نظام اكسيس في بورصة "نايمكس" انخفض الخام الاميركي الخفيف عشرة سنتات الى 31.30 دولار للبرميل. وقالت انباء "أوبك" أمس نقلاً عن أمانة المنظمة ان سعر سلة خامات المنظمة السبعة هبط يوم الثلثاء الى 29.72 دولار للبرميل من 30.71 دولار يوم الاثنين. وكان يوم الثلثاء هو اليوم الخامس عشر على التوالي الذي يظل فيه السعر المستهدف ل"أوبك" فوق نطاق آلية الاسعار بين 22 و 28 دولاراً للبرميل. الى ذلك قال وزير الطاقة الروسي ايغور يوسفوف، في تصريحات تلفزيونية أمس بعد اجتماع مع وزير النفط الايراني، ان الجانبين اتفقا على زيادة انتاج النفط لاعادة الاسعار الى النطاق الذي تستهدفه "أوبك" بين 22 و28 دولاراً للبرميل. انتاج الكويت من ناحية ثانية قال وزير النفط الكويتي الشيخ احمد الفهد الصباح أمس ان الكويت لا يمكنها زيادة سقف انتاج النفط "كثيراً" نتيجة الاصلاحات الجارية في المنشآت النفطية. وأضاف للصحافيين: "لا تسمح طاقة انتاج الكويت بزيادة كبيرة في حصة الانتاج نظراً لاستمرار توقف العمل بالموقع 15 في حقل الروضتين النفطي". وتضخ الكويت، التي تمتلك نحو عشرة في المئة من الاحتياطات العالمية من النفط، اقل من مليون برميل يومياً مقارنة بطاقة تقدر بواقع 2.1 مليون برميل يومياً. وتشير معظم التقديرات المستقلة الى ان اقصى طاقة لانتاج الكويت تبلغ 2.4 مليون برميل يومياً الا ان الحرائق والانفجارات في بعض منشآت الانتاج المهمة ادت الى تراجع طاقة الانتاج.