فوجئت بما نقله الزميل علي عبدالأمير في "الحياة" على لسان الشاعر سعدي يوسف بشأن المثقفين العراقيين الذين عملوا في "الجهد الإعلامي الأميركي" المتمثل في إعلام المعارضة ومؤسسات بحث فكرية وأدبية. وفوجئت اكثر بأنه زج باسمي في هذه الشتيمة، حتى انني ظننت ان النقل خان الزميل علي عبدالأمير فأخطأ في الاسم، إلا انني عدت الى اصل المقالة في موقع "كتابات" على الإنترنت وتأكدت من صحة المنسوب الى سعدي يوسف. ما ينبغي ان اقوله هنا هو ان الإذاعة التي اديرها هي عراقية خالصة ليس لأحد سلطة عليها ولا وصاية، والدليل على ذلك ان غالبية من يعمل فيها او يكتب لها او يتحدث من خلالها عراقيون وطنيون لا يقلون وطنية عن الشاعر سعدي يوسف، ويترفعون عن الانخراط في "الجهد الإعلامي الأميركي" الذي اشار إليه، ومنهم قياديون وأعضاء بارزون في احزاب وطنية عريقة امثال الأساتذة عبدالرزاق الصافي والدكتور حسان عاكف ومفيد الجزائري وعدنان حسين وسعود الناصري وصادق الصايغ ووداد سالم وأديب القليه جي، وعشرات المتعاونين من خلال المشاركات الأخرى من ابرز السياسيين والمثقفين. ولعل اكثر ما أثار استغرابي هو ان الشاعر سعدي يوسف كان قد وافق على تسجيل 30 حلقة شعرية بصوته للإذاعة نفسها، في مقابل مكافأة رمزية قدرها مئة دولار للحلقة الواحدة، لكنه، وفي يوم تسجيل الحلقة الأولى غيّر رأيه، وتدخل الدكتور فالح عبدالجبار وكان سعدي ضيفاً عليه في منزله مطالباً بزيادة المكافأة، وهو الذي يستحق الكثير. لكنني كنت محدداً بسقف ثابت لهذا النوع من المكافآت، اي ان اعتراض سعدي يوسف كان على مبلغ المكافأة وليس على شيء آخر. لا أدري ما الذي جعل الصديق سعدي يفعل هذا من دون ان يكون لديه اساس من الواقع يقيم عليه الشتيمة. مع الأسف. لندن - ابراهيم الزبيدي