حذرت القاهرة من المستجدات في سير العمليات العسكرية في العراق وأعلن وزير الخارجية المصري أحمد ماهر أن الوضع "ينبئ بتطورات سيكون لها انعكاسات سلبية على المنطقة". وأضاف في تصريحات صحافية أمس إن العمليات الأخيرة في بغداد "لن تحل شيئاً"، مشيراً إلى معاناة الشعب العراقي، ومعرباً عن اعتقاده بأن "الأفكار المطروحة حول الخطط المستقبلية لا توحي بالتفاؤل". وشدد على ضرورة أن "يختار الشعب العراقي حكومته واحترام إرادة هذا الشعب". ودعا الأممالمتحدة إلى تسوية المنازعات بالطرق السلمية، أما اختيار حكومة العراق فإنه "يرجع إلى الشعب العراقي". وأوضح أن الترتيبات ما زالت تجري للدعوة إلى عقد الجمعية العامة. وأشار ماهر إلى أن هناك اتصالات مصرية مع العواصم العربية و"مختلف الدوائر في العالم في إطار الجهود" التي قال ليس بالضرورة أن تكون معلنة. وعن الخلاف بين دولة الكويت والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ودور مصر في تهدئة الأوضاع، قال ماهر: إن "الاختلاف في وجهات النظر أمر وارد ولكن المهم ألا تتجاوز الأمور حدوداً معينة". وأوضح أن علاقة الدول العربية بالأمين العام للجامعة يجب أن تكون قائمة على الاحترام المتبادل وعلى محاولة تجاوز أي خلافات، مشيراً إلى أن الحكومة الكويتية عالجت هذا الموضوع بحكمة كما أن الأمين العام تجاوب معها، "أما الحملات الصحافية والتصريحات فلا أعتقد أنها تحل المشكلة"، وأكد أن من حق الدول العربية "أن تختلف مع الأمين العام ومن حق الحكومات أن تنقل للأمين العام رأيها، ولكن يجب أن يكون التعامل في إطار الحرص على عدم ظهور الخلافات حادة". وعن اجتماع بوش وبلير المقرر عقده في ايرلندا، أعرب ماهر عن أمله في أن تترجم تصريحات وزير خارجية بريطانيا جاك سترو "عدم الكيل بمكيالين في أزمة الشرق الاوسط إلى واقع ومواقف سياسية نلمسها". إلى ذلك يتوجه عمرو موسى إلى نيويورك بناء على دعوة من رئيس مجلس الأمن لبحث أمور تتعلق بالأمن الدولي والاقليمي وكيفية التعاون بين مختلف المنظمات والتجمعات الاقليمية في إطار الأممالمتحدة للحفاظ على السلم والأمن الدوليين. وقال موسى في تصريحات أمس إنه سيلتقي خلال الزيارة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ورئيس مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، وأعرب عن اعتقاده بأن "العالم كله عاجز عن وقف ما يحدث في العراق ابتداء من مجلس الأمن والدول الكبرى وقد لا تستطيع الجامعة أن تفعل شيئاً كما لم يستطع مجلس الأمن". وعن موقف الجامعة إذا تم احتلال بغداد وهل تقبل ما يترتب عن سقوط بغداد وتولي نظام جديد الحكم، قال: "هذا سؤال يجب أن يوجه ويُبحث في مجلس وزراء الخارجية العرب لتقول الدول رأيها".