اكد وزير الخارجية البريطاني جاك سترو في القاهرة امس، ضرورة قبول العراق قواعد القانون الدولي ونزع أسلحة الدمار الشامل، فيما شدد نظيره المصري احمد ماهر على ضرورة عودة المفتشين. وانتقل سترو من القاهرة الى عمان امس في اطار جولته التي ستشمل ايضاً الكويت وايران، واستقبله الملك عبدالله بعدما اجرى في العاصمة المصرية محادثات مع الرئيس حسني مبارك. وتحدث ماهر وسترو بعد اجتماع الوزير البريطاني مع الرئيس المصري، ورد سترو على سؤال عن التمييز بين العراق واسرائيل في تنفيذ قرارات الاممالمتحدة قائلاً ان ميثاق الاممالمتحدة والفصل السابع منه يتطلب استخدام القوة للفصل في النزاعات، ومشدداً على ان الموقف في العراق "فريد من نوعه"، وان "على العراق ان يتفهم انه لا بد ان يلتزم أو ان يقبل التبعات". واشار الى التزام بلاده الكامل بالقرارات 242 و338 و397، وقال ان على اسرائيل تنفيذها. وابلغت مصادر مصرية "الحياة" ان سترو حاول في القاهرة شرح رغبة بريطانيا في الحصول على تأييد عواصم عربية للخطط الاميركية في العراق. واكدت المصادر ان القاهرة شرحت لسترو اخطار هذه المخططات على أمن المنطقة ككل ودعته الى التعامل مع الملف بشكل سلمي لأن "الحرب ستجر المنطقة الى فوضى". وقال سترو ان لقاءه مع مبارك "كان مفيداً جداً"، مشيراً الى انه اتفق مع الرئيس المصري على "ضرورة تحقيق الهدف المنشود في العراق عن طريق السبل السلمية". اما الوزير ماهر فأوضح ان الجانبين اتفقا على الاستمرار في الاتصالات للتوصل الى "السلام المنشود". وشدد ماهر على ان "المهم الآن هو عودة المفتشين في أسرع وقت، وايجاد حل بموجب الاتفاق الخاص بعودتهم"، وزاد ان "صوغ شروط جديدة قد لا يكون الحل الأمثل". ونفى ان يكون سترو ابلغ مبارك ان النظام العراقي خطر على المنطقة، ونفى ان تكون مصر نصحت أي نظام بالتخلي عن السلطة ايماناً منها بأن "إرادة الشعوب هي وحدها التي تستطيع مطالبة الرؤساء بذلك". وكان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى اجتمع مع سترو على إفطار عمل في مقر الجامعة. واكد موسى ان عودة المفتشين هي "الطريق الوحيد للتعامل مع الاتهامات الموجهة الى العراق". وفي عمان، قال وزير الخارجية الأردني مروان المعشر امس ان "العمل العسكري ضد بغداد ليس حتمياً" وان "هناك فرصة للتحرك الديبلوماسي" لاحتواء الأزمة. وأوضح للصحافيين بعد لقائه الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا والمبعوث الأوروبي لعملية السلام ميغيل موراتينوس ان "الرئيس جورج بوش قال في خطابه ان العمل العسكري ضد العراق ليس حتمياً، ونحن نعمل على هذا الاساس، ونعرف اخطار الحرب وفرص نجاح العمل الديبلوماسي، ونحاول تجنب خطر العمل العسكري". ويصل الى عمان السبت المقبل وزير الدولة الكويتي للشؤون الخارجية الشيخ محمد صباح السالم في زيارة رسمية، ينقل خلالها رسالة من أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح الى الملك عبدالله الثاني. وأفادت مصادر ديبلوماسية ان الوزير الكويتي سيبحث مع المسؤولين الأردنيين في "امكان حصول عمان على كميات من النفط الكويتي"، في حال وجهت الولاياتالمتحدة ضربة عسكرية الى العراق الذي يزود الأردن كل احتياجاته من النفط ومشتقاته بشروط تفضيلية.