أعرب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان عن اعتقاده بإمكان توصل الدول الأعضاء في مجلس الأمن الى مخرج لخلافاتها حول مشروع "العقوبات الذكية" الذي تقترحه بريطانيا وأميركا. لكنه شكك في احتمال توصل المجلس الى إقرار المشروع خلال مهلة حددتها واشنطن تنتهي في الثالث من الشهر المقبل. وفيما تحاول فرنسا ايجاد توافق على تعديل للمشروع يحقق ما تعلنه واشنطنولندن من أن هدفه تخفيف الضغط عن الشعب العراقي وإحكام الحصار على النظام، تذهب روسيا في معارضتها الى أقصى الحدود، وتحضر رداً شاملاً يتوقع أن يصدر اليوم. بغداد، لندن، باريس، نيويورك - أ ف ب، ا ب، رويترز - أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أمس بعد محادثاته مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في لندن، انه لم يتضح بعد ما إذا كان مجلس الأمن قادراً على الاتفاق على "العقوبات الذكية" قبل 3 تموز يوليو المقبل، وزاد ان الدول الأعضاء في المجلس تواصل محادثاتها للاتفاق على مشروع القرار، وأن لدى بعضها "خصوصاً روسيا تساؤلات". وأعرب عن اعتقاده بأن اعضاء مجلس الأمن سيجدون مخرجاً لخلافاتهم. وفي لندن أيضاً ناقش الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى مع وزير الخارجية جاك سترو مشروع القرار البريطاني. وأكد مسؤولون بريطانيون حرصهم على اجراء مشاورات شاملة مع الدول العربية قبل تنفيذه إذا أقر، مشيرين الى تصميم لندن على ألا تؤثر الاجراءات الجديدة سلباً على جيران العراق. وشدد موسى على أهمية رفع العقوبات عن هذا البلد. اقتراحات فرنسية وكانت فرنسا قدمت أول من أمس اقتراحات الى الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، محاولة ايجاد صيغة توافقية، لا تغضب العراق ولا تعمق الخلافات بين الولاياتالمتحدةوبريطانيا من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى. وجددت باريس دعوتها الى السماح للشركات الأجنبية بالاستثمار في العراق، وتخفيف التدخل الى أقصى الحدود في المعاملات التجارية بين هذا البلد ودول الجوار. ووزعت بريطانيا أيضاً اقتراحات في المجلس تناقض الاقتراحات الفرنسية، وتتيح للشركات الأجنبية تقديم خدماتها للقطاعات المدنية في العراق، كالزراعة والتربية والصحة. وتصر لندنوواشنطن على أنهما ستسمحان بالاستثمار في العراق إذا تعاون مع مفتشي الأسلحة الدوليين. وتعارض روسيا مشروع القرار البريطاني -الأميركي وتعتبره "نقلة نحو الأسوأ" بالنسبة الى الشعب العراقي. ويتوقع ان يجتمع اليوم مندوبها الدائم لدى الأممالمتحدة سيرغي لافروف مع لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الروسي ومسؤولين في وزارة الخارجية لصوغ "رد شامل" على المشروع. "حلول عراقية" ويشك خبراء دوليون في امكانات تخفيف العقوبات "الذكية" معاناة الشعب العراقي، وأكدت صحيفة عراقية امس ان بغداد اتخذت خطوات لمواجهة توقف برنامج "النفط للغذاء" المبرم مع الأممالمتحدة. ورداً على تساؤلات عن الكيفية التي سيدير العراق بها شؤونه اليومية اذا توقف البرنامج، ذكرت صحيفة "العراق" ان "السلطات درست الوضع بحيث لا يضار أفراد الشعب، والقيادة العراقية أعدت حلولاً لأصعب المشاكل".