انضمت مصر وسورية الى اللجنة التي شكلتها القمة العربية لاجراء اتصالات في شأن الأزمة العراقية، فيما دعا الرئيس السوري بشار الأسد باكستان كدولة مسلمة عضو في مجلس الأمن الى "تكثيف جهودها مع سورية وباقي الدول للوقوف صفاً واحداً ضد أي مبادرة أو جهد يعطي المسوغات للولايات المتحدة لشن عدوان على العراق". جاء ذلك في اتصال هاتفي أجراه الأسد أمس بالرئيس الباكستاني برويز مشرف. وقالت مصادر رسمية ان "الأسد أطلع مشرف على نتائج القمة العربية في شرم الشيخ والبيان الختامي الذي عبر عن موقف موحد للدول العربية برفض أي عدوان على العراق ورفض المشاركة فيه". وحض وزير الخارجية السوري فاروق الشرع في اتصال هاتفي مع نظيره البريطاني جاك سترو على "اعطاء المفتشين الفرصة الكافية لاتمام عملهم لايجاد مخرج سلمي للأزمة، انسجاماً مع قرارات القمة العربية الأخيرة وتنفيذاً للقرار 1441"، مؤكداً ان "عملية التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل في العراق تتم في شكل سليم، ووفق البرنامج المخطط لها نظراً الى التعاون العراقي الايجابي مع فرق التفتيش". وقالت مصادر رسمية ان الشرع تبادل مع سترو "الرأي حول المسألة العراقية واجتماع مجلس الأمن المقبل في شأن الأزمة العراقية". وفي القاهرة أعلن وزير الخارجية المصري أحمد ماهر أن بلاده لم تكن على علم ب"المبادرة الإماراتية" قبل طرحها، وقال إن "قمة شرم الشيخ لم تناقش المبادرة"، مؤكداً عمق العلاقات المصرية - الإماراتية والمصرية - الخليجية و"لكن ليس معنى هذا أن نتفق على كل الأمور". وأعرب في تصريحات صحافية أمس عن اعتقاده بأن القمة الاسلامية في قطر لن تناقش المبادرة الاماراتية، وأضاف انه "ذاهب الى قطر لحضور القمة وسنعرف هناك كيف تسير الأمور". وشدد على أن "الآراء المختلفة لا تمنع الاحترام المتبادل والعلاقات الودية". إلى ذلك انضمت مصر وسورية الى اللجنة التي شكلتها قمة شرم الشيخ برئاسة البحرين وعضوية لبنان وتونس والأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى. وصرح موسى أمس بأن الجامعة لم تتلق "بياناً خليجياً" يؤيد المبادرة الاماراتية، معرباً عن أمله باحتواء الخلاف الليبي - السعودي بسرعة لأنه "ليس من مصلحة العرب وجود خلافات وتعميقها، بل لا بد من سد كل الثغرات القائمة". وأضاف ان "قرارات شرم الشيخ صدرت بالإجماع" و"ما حدث شيء عابر". ورفض ما يتردد عن سوء فهم بين الجامعة والامارات، مشيداً برئيس دولة الامارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. وزاد موسى ان "المبادرة الإماراتية اجتهاد ولم نخطر بها إلا من خلال رسالة من رئيس دولة الإمارات الى ملك البحرين، باعتباره رئيس القمة، ولم توجه هذه الرسالة الى الأمين العام للجامعة، ولم تطرح كبند في القمة". ونفى وجود نزاع بين الامارات والجامعة أو أي صِدام، مؤكداً "احترام الجامعة دولة الامارات، لكن للموضوع اصوله وهناك مسؤوليات محددة بمقتضى ميثاق الجامعة في طرح مثل هذه الحالة، وأنا لا أريد الخروج عنها ولن أخرج عنها، وموقفي ثابت. ما أقوم به يجب أن يكون في اطار الميثاق". وعن عمل اللجنة التي شكلتها القمة، قال موسى إنه أجرى أمس اتصالاً هاتفياً بالأمين العام للأمم المتحدة وعدد كبير من المسؤولين الدوليين، ويجري الإعداد لبدء عمل اللجنة خلال ال48 ساعة المقبلة. وحول دعوته الى عقد قمة عربية، قال: "ادعو الى قمة مستأنفة لأن قمة شرم الشيخ عقدت ليوم واحد، ولم تدرس إلا بندين فقط هما العراق وفلسطين، وهناك قضايا كثيرة في العالم العربي لا بد من بحثها، في قمة مستأنفة، ولا أطالب بقمة جديدة".