"أريد العودة الى العراق للدفاع عن الوطن" هذا ما قاله ل"الحياة" المواطن العراقي هويدي غضب حمد من محافظة المثنى خلال عودته الى بغداد قرب معبر التنف الحدوي 300 كم عن دمشق. مضيفاً "خرجت من بغداد قبل الحرب بشهر قاصداً العمل ولا أعلم شيئاً عن عائلتي ولكنني سأعود لقتال الغزاة المعتدين. نحن العراقيين لا نهاب الموت". من دمشق الى "التنف" عبر طريق تدمر الصحراوي سارت الحافلة التي هيأتها وزارة الاعلام لمجموعة من الصحافيين الاجانب الذين قدموا الى دمشق خلال الحرب، بدت الاوضاع عند الحدود السورية العراقية طبيعية والحركة شبه معدومة، ولم تصادفنا خلال رحلتنا حركة سير قوية في الاتجاهين. ولدى توقفنا في احدى الاستراحات على الطريق سألنا صاحبها يوسف دكرم عن الوضع في المنطقة فقال: "انه طبيعي، ولكن الحركة خفت من الاتجاهين" واوضح ان: "المغادرين ينتظرون الليل للعبور". وفي معبر التنف استقبلنا المسؤولون عنه وقال مدير الجمارك: "ان حركة الشاحنات متوقفة منذ اليوم الاول للحرب وان حركة الحافلات المدنية قليلة على رغم ان المعبر لا يزال مفتوحاً"، وعزا السبب الى "تعرض الطريق لقصف الطائرات الاميركية اكثر من مرة، ما سبب خوفاً لدى المغادرين". انتظرنا في المعبر حوالى الساعتين على أمل أن يصل أحد من الاراضي العراقية، وبعدها قدمت سيارة في داخلها امرأة ليس معها احد، وعندما اقتربنا منها طردتنا ظناً منها ان الجميع من الاميركيين والبريطانيين وعلى رغم رفضها الاجابة عن سؤال مراسل صحيفة "تايمز" البريطانية وطلبها منه بالابتعاد، اجابت على اسئلة باقي الصحافيين من جنسيات مختلفة. وقالت: "اسمي غابريلا من النمسا جئت الى العراق قبل شهر لأكون درعاً بشرية وكان سبقني الى بغداد 20 متطوعاً وسرعان ما جاء آخرون من انكلترا والارجنتين والنمسا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية". وعن مشاهداتها منذ بداية الحرب داخل العراق قالت "كانوا يستهدفون المنازل المحيطة بالمستشفيات وسقط 61 مدنياً بينهم اطفال في سوق شعبية. لا اعتقد انها حرب، انها جريمة شيطانية يشهدها العالم. انها حرب قذرة، على العالم ان يقف مع العراق وشعبه لأنهم ناس بسطاء ولا يستحقون ما يتعرضون له". واضافت: "جاؤوا الى هذا البلد الغني للسيطرة عليه وعلى بتروله وقبل عشر سنوات كان بوش الاب يخطط لهذا العمل لكن الكونغرس لم يوافق على مشروعه لأنه باهظ الثمن اما الآن فهم مصرون على الاستيلاء على هذا البلد وأصبح العالم الآن بخطر كبير واكثر من 74 في المئة من الشعب الأميركي يعتقد أنهم على حق". وزادت: "ان المنظمات الإنسانية والدروع البشرية كانوا واعين لهذه المخططات وحاولوا منع الحرب بأجسادهم ولكنهم فشلوا وما يقال ان الحكومة العراقية كانت تدفع للدروع البشرية أموالاً وتشجعهم على هذا العمل غير صحيح والشعب العراقي كان معنا لطيفاً وطيباً". واكدت غابريلا ان العراقيين لايهوون الملاجىء "ولم ار في محل اقامتي في فندق فلسطين احداً ينزل الى الملجأ"، واضافت عن مشاهداتها في طريق العودة: "رأيت حافلات وآليات مدمرة على الطريق وجسوراً ومواقع تعرضت للقصف، ولم يكن هناك أي عراقي يغادر من بغداد وكنت وحدي في سيارتي على الطريق وبعض من صهاريج البترول وجنود عراقيون، وجميع محطات الوقود كانت مغلقة". بعد ان تركناها وصلت سيارة مدنية لنقل الركاب قادمة من دمشق تحمل لوحة عراقية وفي داخلها اربعة شبان، وبعد ان حاولنا الاستفسار منهم عن سبب ذهابهم الى العراق بعد انتهائهم من اقامة الصلاة عند المعبر بانتظار الدخول الى الاراضي العراقية رفضوا الافصاح لكن احدهم قال ل"الحياة" انه "فلسطيني جاء من الاردن للذهاب الى الجهاد في بغداد". قبل مغادرتنا المعبر باتجاه المخيم سمعنا هدير طائرات من دون ان نراها. واللافت على الحدود خلو المخيمات التي أقامتها السلطات السورية بالتعاون مع الهلال الاحمر من أي لاجىء على رغم مرور 17 يوماً على اندلاع الحرب. واكد المعنيون ان المستشفى الميداني الذي أقامته السلطات السورية قرب الحدود. لم يتلق اي حالة اسعاف.