زائر معبر التنف 300 كم عن دمشق على الحدود السورية - العراقية يلفت انتباهه انعدام الحركة، وكان متوقعاً ان يستقبل ألوف النازحين العراقيين بعد بدء الضربة العسكرية. ولكن أثبتت الاحداث في المنطقة ان النزوح كان باتجاه بغداد. وأكد رئيس مركز الهجرة والجوازات في المعبر للاعلاميين الذين نظمت وزارة الاعلام السورية امس جولة لهم على المعبر "وجود حركة نزوح معاكسة باتجاه الاراضي العراقية من جنسيات مختلفة معظمهم من العراقيين الذين كانوا في زيارة ضريحي "السيدة زينب" و"السيدة رقية" في دمشق، وقال انه لا يملك معلومات عن متطوعين ذهبوا الى العراق "لأننا لانسأل عادة المسافرين ان كانوا متطوعين او غير متطوعين اذ يحق لكل سوري ان يدخل الاراضي العراقية كما يحق للعراقيين دخول الاراضي السورية". وعلى رغم ان الحدود السورية - العراقية لم يتم اغلاقها الا ان حركة الشاحنات تكاد تكون شبه معدومة بسبب تعرض طريق دمشق - بغداد الدولي للقصف الاميركي اكثر من مرة كان آخرها اصابة باص مدني سوري ومقتل خمسة من افراده واصابة 13 آخرين بجراح، اضافة الى توقف اتفاق "النفط للغذاء"، علماً ان اكثر من 500 شاحنة كانت تعبر الحدود يومياً. ولوحظ في المنطقة استعدادات الحكومة السورية لاستقبال النازحين والمصابين حيث بدأت منذ ايام بإقامة مخيم بالتعاون مع"الهلال الاحمر السوري" قادر على استيعاب نحو خمسة آلاف لاجئ، ويتكون من الف خيمة تم تجهيز مئتين منها حالياً، اضافة الى تأمين الماء والكهرباء ومد طريق اليه يبعد عن مركز العبور نحو كيلومتر واحد. وقال مسؤول منظمة الهلال الاحمر اسماعيل جربوع ل"الحياة" ان كل خيمة تستوعب خمسة لاجئين، ومزودة بكل ما تحتاجه العائلة من خدمات من ماء وكهرباء وبطانيات وحمامات مشيرا الى انه تم تجهيز مستودعات للمواد الطبية والغذائية. وأقامت وزارة الصحة السورية مستشفى ميدانياً يبعد عن مركز معبر التنف نحو 23 كيلومتراً وعن اقرب مستشفى نحو 270 كلم و يستوعب عشرة أسرّة وغرفة عمليات وكادراً طبياً. وتسعى الحكومة السورية إلى تأمين الاتصالات اللازمة بعد ان شهدت مراكز الاتصالات في المنطقة تدميراً كاملاً لقوات التحالف اذ أقامت أخيراً برجاً للاتصالات يستطيع من خلاله السوريون في المنطقة من استخدام أجهزة التليفون وإجراء اتصالاتهم المحلية والدولية. إلى ذلك، انطلقت امس باتجاه بغداد، اول قافلة مساعدات من "منظمة الهلال الاحمر" السوري ناقلة أدوية ومواد طبية وغذائية. ودعا رئيس فرع المنظمة في سورية الدكتور عبدالرحمن العطار جميع المواطنين للتبرع بالدم، اضافة الى التبرع المادي والمعنوي لمساعدة الشعب العراقي، لافتاً الى "الحالة الصعبة للمستشفيات العراقية نتيجة ازدياد عدد المصابين بالقصف".