أوقفت القوات النظامية السورية تقدمها في البادية السورية، في محيط منطقة العليانية بالريف الجنوبي الشرقي لحمص، بعد تمكنها من استعادة قرية العليانية ومساحة بمحيطها من الفصائل السورية المعارضة المدعومة أميركياً. وأكدت مصادر متقاطعة ل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن المراوحة في المكان من قبل القوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية ولبنانية وإيرانية وأفغانية وعراقية والمدعومة بالطائرات الحربية والمروحية الروسية والتابعة للنظام، جاءت على خلفية اندلاع التوتر مجدداً بين «التحالف الدولي» من جانب، والقوات النظامية السورية والميليشيات الموالية لها من جانب آخر. وأفادت المصادر ل «المرصد»، بأن التوتر بلغ أقصاه مع إلقاء طائرات «التحالف الدولي» مناشير على مناطق تواجد قوات النظام في منطقة ظاظا ومنطقة الشحمي، على الطريق الواصل بين مثلث تدمر– بغداد–الأردن ومعبر التنف الحدودي مع العراق. وتضمنت المنشورات تحذيرات للنظام والمسلحين الموالين له من الاقتراب، ومطالبته بالانسحاب. وخلال الأيام الماضية تقدمت «القوات النظامية» والميليشيات الموالية لها في مناطق بالبادية السورية، إذ تمكنت من السيطرة على عدة قرى ومراكز سكنية صغيرة في محيط تقاطع ظاظا الاستراتيجي. وبحسب وسائل الإعلام السورية أصبحت القوات النظامية على بعد 30 كلم من بلدة التنف. ولمنطقة التنف أهمية إستراتيجية كبيرة. فالسيطرة عليها تعني التحكم بطريق بغداد–دمشق، وفتح ممر بري لوصول إمدادات الأسلحة والذخيرة من العراق. كما أنه على بعد 20 كلم من هذه المنطقة إلى الجنوب الشرقي من سورية، تتمركز فصائل المعارضة وقوات أميركية، في أحد أضخم معسكرات تدريب مسلحي «الجيش السوري الحر». وجاء في المنشورات التي ألقتها قوات «التحالف الدولي» والتي حملت خريطة منطقة التماس بين قوات المعارضة وقوات النظام «أي تحركات باتجاه التنف تعتبر عدائية وسندافع عن قواتنا... أنتم ضمن المنطقة الآمنة، غادروا هذه المنطقة الآن». وحذرت المنشورات القوات الحكومية السورية والقوات الرديفة من أنهم أصبحوا يبعدون فقط نحو 55 كلم عن قاعدة التنف العسكرية»، حيث تتمركز قوات خاصة أميركية. وكانت القوات النظامية قد استعادت نحو 6 آلاف كلم مربع من البادية السورية بريفيَ دمشق وحمص، منذ ال9 من أيار (مايو) الجاري على حساب «تنظيم داعش» وفصائل المعارضة السورية المدعومة أميركياً، حيث امتدت منطقة التقدم من منطقة المحسة ومحيطها جنوباً، إلى تلال محيطة بمنطقة الباردة شمالاً، وصولاً إلى السكري شرقاً، وحتى مثلث ظاظا جنوباً، كما حققت القوات النظامية تقدماً من حاجز ظاظا وصولاً إلى منطقة الشحمي وزركا على الطريق المؤدي إلى معبر التنف الدولي. لكن هذا التقدم قابله قيام «قوات التحالف» باستهداف القوات النظامية والميليشيات المؤيدة لها بالقرب من منطقة الزركا، عبر قصف رتل للقوات النظامية والمسلحين الموالين لها في ال18 من أيار الجاري كان متوجهاً نحو معبر التنف الذي تسيطر عليه قوات معارضة مدعومة أميركياً، ما تسبب في قتل 8 عناصر من المسلحين الموالين للنظام غالبيتهم من جنسيات غير سورية، فيما أصيب عناصر آخرين بالاستهداف ذاته، كذلك دمَّرت الضربات 4 آليات على الأقل كانت تقل عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها. من ناحيته، قال المتحدث باسم «جيش مغاوير الثورة» التابع ل «الجيش السوري الحر» أمس، إن «التحالف الدولي» حذر القوات النظامية من الاقتراب من منطقة التنف عند الحدود السورية- العراقية، معتبراً تحرك النظام فيها «عدائياً». وقال المتحدث الإعلامي ل «مغاوير الثورة»، البراء فارس، في تصريح إلى موقع «سمارت» الإخباري، إن قوات التحالف ألقت مناشير ورقية على مواقع قوات النظام في مناطق الشحمي وجليغم وظاظا، مطالباً إياها مغادرة المنطقة الآمنة إلى حاجز ظاظا. ويأتي ذلك بعد يومين من تصريحات ل «جيش المغاوير» قال فيها، إن «التحالف الدولي» يهمل طلبات بإمدادهم بالسلاح لمحاربة القوات النظامية، وذلك بعد أن أصبحت الأخيرة على بعد 27 كلم عن معبر التنف. وكان «جيش مغاوير الثورة»، اعتبر، يوم 14 أيار الجاري، أن تقدم القوات النظامية باتجاه الحدود مع العراق لا يشكل خطراً عليه لأن هدفهم الوصول إلى معبر الوليد وليس معبر التنف.