استبق اللوبي الاسرائيلي في الولاياتالمتحدة اجتماعات اللجنة الرباعية في بروكسيل امس والاعلان المتوقع عن تشكيلة الحكومة الفلسطينية الاسبوع المقبل، وشن حملة في الكونغرس لتقييد "خريطة الطريق" بشروط تمهّد لنعيها، في حين تواصل التدهور الامني في الاراضي الفلسطينية حيث استشهد سبعة فلسطينيين برصاص الجيش الاسرائيلي. راجع ص 10 وفي الوقت الذي اعلن فيه وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني الدكتور نبيل شعث ان الموقف الاميركي من "خريطة الطريق" سيكون على المحك الاسبوع المقبل عندما يعلن رئيس الوزراء محمود عباس ابو مازن تشكيلته الحكومية بعد اطلاع اللجنة المركزية لحركة "فتح" عليها، نقل مصدر أميركي عن وزير الخارجية الاميركي كولن باول قوله امام اجتماع اللجنة الرباعية في بروكسيل امس ان الولاياتالمتحدة تنوي تشجيع الخطة "كما هي" ومن دون تعديلات من الجانبين، مؤكدا ان الرئيس جورج بوش "ملتزم العمل بقوة جدا" لتنفيذها. الا انه اضاف ان الخطة "لا يمكن فرضها، وستتطلب قدرا كبيرا من العمل لجعل الجانبين ينفذانها". وكانت مصادر اسرائيلية نقلت عن مسؤولين غربيين ان المجتمعين في بروكسيل، خصوصا الاوروبيين، سيطرحون على طاولة البحث ما تقوم به اسرائيل من خطوات تنسف اسس هذه الخطة وما تهدف الى تحقيقه اي عدم اقامة دولة فلسطينية ذات تواصل جغرافي وقابلة للحياة، وذلك في اشارة الى تحويل المدن الفلسطينية السبع في الضفة الغربية الى "محميات" على غرار "هوملاندز" للسود في جنوب افريقيا ما قبل التحرير، حيث تخضع كل "محمية" فيها الى رحمة القائد العسكري الذي يشرف عليها. في المقابل، واصل انصار اسرائيل حملة في الكونغرس وسعوا الى جمع التواقيع على رسالة سترفع الى بوش وتطالبه بالامتناع عن مطالبة اسرائيل بتنفيذ الالتزامات المترتبة عليها في خطة "خريطة الطريق". وحسب صحيفة "هآرتس"، فإن الرسالة لا تشير الى تحسين اوضاع المواطنين الفلسطينيين ولا تتطرق الى تجميد المستوطنات، وترفض الجدول الزمني للتنفيذ، وتطالب الفلسطينيين بتنفيذ سلسلة من الشروط مثل التزام الشفافية ووقف الارهاب قبل ان ترد اسرائيل بخطوات محددة، وتستبعد دورا للجنة الرباعية في مراقبة التنفيذ، علما ان هذه الشروط هي جوهر التعديلات التي يريد رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون ادخالها على "خريطة الطريق".