قالت قناة "الجزيرة" التلفزيونية الفضائية امس انها ستواصل تغطية الحرب على العراق، حتى بعدما منعت السلطات العراقية اثنين من مراسليها من العمل في بغداد. وكانت القناة قالت في وقت سابق انه لن يرسل أي من مراسليها الثمانية تقارير من العراق بعدما طردت السلطات العراقية مراسلها تيسير علوني، وطلبت من المراسل ديار العمري ان يتوقف عن العمل. لكنها عادت واكدت انها ستواصل بث احداث حية واحداث مسجلة، بما في ذلك المؤتمرات الصحافية للمسؤولين العراقيين والضربات الجوية على المدن العراقية من دون أي تعليق. وبعد هذه الخطوة طلب عدد من الفضائيات العربية من مراسليها العاملين في شمال العراق وقف رسائلهم من تلك المنطقة، في خطوة فسرت على انها محاولة لاستباق اي سوء تفاهم قد ينجم مع السلطات العراقية بسبب تلقي رسائل من مناطق "معادية"، خصوصاً ان فرصة احتكار الصورة والخبر من العراق صارت ممكنة في ظل توقف "الجزيرة". وقالت الفضائية القطرية في بيان: "تأسف الجزيرة لهذا الموقف المفاجىء الذي ليس له ما يبرره، وقررت حتى اشعار آخر تجميد عمل كل مراسليها في العراق مع الاستمرار في بث صور حية ومسجلة من مكاتبها في بغداد والبصرة والموصل". وقال ابراهيم هلال رئيس تحرير "الجزيرة" ان كل مراسلي الشبكة سيبقون في بغداد وبقية المناطق العراقة حتى توضح السلطات العراقية قرارها. وقال "لا يمكنهم ان يفرضوا علينا من يعمل ومن لا يعمل". من جهة اخرى، احتج اتحاد الاذاعات الاوروبية امس على القيود التي قال ان الجيش الاميركي يفرضها على الصحافيين الاوروبيين الذين يحاولون تغطية الحرب في العراق من دون مرافقة من القوات الاميركية او البريطانية. وقال الاتحاد ان القوات الاميركية والبريطانية تجبر الصحافيين الموجودين في جنوبالعراق ولا يرافقهم جنود على الرحيل. وقال الامين العام للاتحاد جان ستوك في بيان صدر في الكويت "سياسة القيادة المركزية الاميركية الان هي منع جمع الانباء بشكل مستقل من جنوبالعراق". وأضاف ستوك ان السياسة عرضت بعض اطقم التصوير للخطر في جنوبالعراق لانهم لجأوا الى مباشرة أعمالهم بشكل سري. وقالت "بي بي سي" ان مصورا يعمل لحسابها في العراق قتل اول من امس الاربعاء عندما داس لغماً ارضياً لدى نزوله من سيارته. وكان القتيل كاويه جولستان 52 عاما وهو ايراني ضمن فريق مكون من اربعة اشخاص يقوم بالتصوير في كيفري. واصيب المخرج ستيوارت هيوز 31 عاما في احدى قدميه في الانفجار بينما لم يصب المراسل جيم ميور والمترجم المحلي بأي اضرار. وافادت صحيفة "ذي اوستريليان" ان اثنين من الصحافيين الاستراليين العاملين معها ومترجم بريطاني من اصل لبناني تحتجزهم السلطات العراقية ما زالوا في فندق في بغداد الى ان تقرر الحكومة ما اذا كانت ستطردهم من البلاد. وقال بروس لودون مدير التحرير في مجموعة "نيوز ليمتد" التي تمتلك الصحيفة "ابلغوا أن موقفهم قد يتحدد في غضون الساعات الاربع والعشرين المقبلة". واضاف "انهم في فندق فلسطين واحرار في التنقل داخله لكن لا يمكنهم المغادرة أو العمل". وقال لودون ان عدة صحافيين ايطاليين وفرنسيين محتجزون ايضاً في الفندق.