في تطور سياسي لافت لتحركات المعارضة السودانية بدأ "المؤتمر الشعبي" الذي يترأسه الزعيم الاسلامي الدكتور حسن الترابي لقاءات مباشرة للمرة الاولى مع فصائل "التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني المعارض وقادته في العاصمة الاريترية اسمرا. فيما بدأ المعارضون يتداولون في اوضاع السودان بعد اتفاق السلام برعاية "المنبر الافريقي للسلام". من جهة اخرى، كشفت معلومات حصلت عليها "الحياة" ان المجموعات المسلحة التي هاجمت الفاشر كبرى مدن غرب السودان الجمعة واستولت على مطار المدينة الدولي لساعات قبل ان تنسحب، استهدفت تعطيل الاستعدادات العسكرية التي حشدتها الحكومة لضربهم وتدمير الطائرات التي تعطي الجيش تفوقاً عليهم. واعلن احد الفصائل الذي هاجم المطار انه أسر طياراً برتبة لواء. راجع صفحة 8 ووصل الى اسمرا مسؤول الاعلام في حزب "المؤتمر الشعبي" المدير السابق لمكتب الترابي، المحبوب عبدالسلام، في اول زيارة لأحد قادة حزبه الى مقر رئاسة المعارضة السودانية في الخارج. وقال عبدالسلام: "انها المرة الاولى التي يجلس فيها المؤتمر الشعبي الى جانب قيادات وفصائل التجمع الوطني بالكامل". ويشارك عبدالسلام في ورشة ينظمها "المنبر الافريقي للسلام" بالتنسيق مع الحركة الشعبية لتحرير السودان" بزعامة جون قرنق و"التجمع الوطني الديموقراطي" الذي يرأسه محمد عثمان الميرغني، ويتداول المعارضون فيها "تقويم عملية السلام" في الهيئة الاقليمية لدول شرق افريقيا "السلطة الحكومية للتنمية" ايغاد، والحاجة الى اجماع وطني وعلاقة الدين بالدولة والدستور والانتخابات. وهي امتداد لورشة عمل عُقدت في كمبالا الشهر الماضي. وكشف المحبوب عبدالسلام ان "الشعبي" سيجري لقاءات مع كل فصائل "التجمع الوطني" وقيادته. وعما اذا كان يحمل رسالة من قيادة "الشعبي"، قال "ان الرسالة يتضمنها البرنامج العام للمؤتمر الشعبي وهي انه لا بد ان يصل السودانيون الى تسوية سياسية شاملة مؤسسة على الحرية والديموقراطية والتداول السلمي للسلطة"، ويطالب "الشعبي" بإجماع وطني "يتداول الناس في خطوطه العامة منذ الآن". ولمّح الى إمكان انضمام "الشعبي" الى "التجمع الوطني" بقوله: "هناك مواثيق للتجمع اهمها ميثاق اسمرا للقضايا المصيرية تحتاج منا الى التداول حولها، وكذلك لدينا طروحات بالقطع للاخوة في التجمع تساؤلات حولها. لذا حتى نضع الحصان امام العربة نحتاج الى تشاور لتطوير ميثاق اسمرا وتطوير افكار الشعبي للوصول الى أرضية مشتركة". وكشف ان اتصالات يجريها حزبه مع احزاب "الاتحادي الديموقراطي" و"الشيوعي" و"الامة" المعارضة. وكان "المؤتمر الشعبي" وقّع مذكرة تفاهم مع "الحركة الشعبية" اعتقل بسببها الترابي عدد من قيادات حزبه. يذكر ان الترابي انشق عن الحزب الحاكم في الخرطوم قبل ثلاث سنوات بعد ان كان شارك الفريق عمر البشير في الانقلاب العسكري في حزيران يونيو 1989 ولا يزال الترابي قيد الاقامة الجبرية منذ شباط فبراير 2001.