وصل إلى بكين أمس، كل من جيمس كيلي مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون شرق آسيا ومسؤول في وزارة الخارجية الكورية الشمالية، لإجراء محادثات لحل أزمة ناجمة عن البرنامج النووي لبيونغيانغ. ولا يتوقع أن تشهد المحادثات التي تبدأ في مكان لم يكشف عنه اليوم، انفراجًا، ذلك أن المفاوض الكوري الشمالي لي جون لا يعتبر مسؤولاً رفيع المستوى مخولاً التوصل إلى اتفاق. ويبدو أن الاجتماعات التي ستعقد على مدى ثلاثة أيام خلف الأبواب المغلقة، تهدف إلى جعل كل من الولاياتالمتحدة وكوريا الشمالية تتحسس موقف الطرف الآخر. أما الصين فيقتصر دورها على تسهيل الأمور وليس الوساطة كما يقول الديبلوماسيون. ولم يدل كيلي بأي تعليق لدى وصوله إلى بكين لإجراء المحادثات مع لي نائب المدير العام لشؤون الولاياتالمتحدة في وزارة الخارجية الكورية الشمالية. وقال المسؤولون إن فو يينغ رئيس إدارة الشؤون الآسيوية في الخارجية الصينية سيمثل بلاده في المحادثات. ومنذ اندلاع الأزمة في تشرين الأول أكتوبر الماضي، أرادت واشنطن أن تتحدث إلى الكوريين الشماليين عن وقف برنامجهم النووي، فيما سعت بيونغيانغ إلى ضمانات بأن الولاياتالمتحدة لن تهاجمها. ورأى ديبلوماسي آسيوي في بكين أنه "بخلاف الاتفاق على مواصلة الحوار، لا أتوقع أن تثمر هذه المحادثات عن الكثير". وأبدت بكين حذرًا تجاه المفاوضات. وقال ليو جيانشاو الناطق باسم الخارجية الصينية في مؤتمر صحافي: "نأمل في أن تساعدهما المحادثات في أن يفهما موقف بعضهما بعضاً بصورة أوضح وتخفيف التوتر في الموقف". من جهة أخرى، أفاد تقرير نشرته صحيفة أسترالية أمس، وسارع مسؤولون أستراليون إلى التقليل من شأنه، أن وزارة الدفاع الأميركية بنتاغون رسمت خططاً لقصف منشأة نووية كورية شمالية إذا أعادت معالجة قضبان الوقود النووي المستنفد، في شكل يضمن لها إنتاج بلوتونيوم صالح لقنبلة نووية. ونقل محرر الشؤون الخارجية الأسترالي غريغ شيريدان عما وصفه بأنه "مصادر مطلعة في كانبيرا قريبة من الفكر الأميركي"، أن الولاياتالمتحدة أعدت خطة مبدئية لقصف منشأة يونغبيون قرب بيونغيانغ، إذا مضت الأخيرة قدماً في إعادة معالجة قضبان الوقود النووي المستنفد. وأضاف أن الخطة تشمل كذلك غارة أميركية على المدفعية الثقيلة الكورية الشمالية في الجبال المطلة على الحدود مع كوريا الجنوبية التي تهدد العاصمة سيول ونحو 17 ألف جندي أميركي متمركزين هناك.