اعتبرت كوريا الشمالية ان اقتراح الولاياتالمتحدة تنظيم محادثات لنزع فتيل الأزمة في شأن برنامجها النووي يرمي الى خداع الرأي العام، فيما نفى البيت الأبيض تقارير اعلامية يابانية عن اقتراح أميركي باعطاء بيونغيانغ ضمانات امنية في رسالة من الرئيس جورج بوش. وأجرت الصينوالولاياتالمتحدة محادثات حول الازمة بعدما عرضت واشنطن احياء برنامج يزود بيونغيانغ مساعدات غذائية وامدادات وقود اذا تخلت عن طموحاتها النووية، في وقت اعلنت وزارة التوحيد الكورية الجنوبية انها وافقت على عقد محادثات مع كوريا الشمالية على مستوى رفيع الاسبوع المقبل في اطار الجهود المبذولة لنزع فتيل الازمة. ونددت وزارة الخارجية الكورية الشمالية بالعرض الذي تقدمت به واشنطن أخيراً باجراء حوار وتقديم معونات محتملة اذا ما أوقفت بيونغيانغ برامج التسليح النووي. وكرر بيان بثته وكالة الانباء المركزية الرسمية مطلب بيونغيانغ ابرام معاهدة عدم اعتداء بوصفها السبيل الوحيد لانهاء ثاني ازمة نووية كورية شمالية خلال عقد. واضاف ان "امدادات الطاقة والغذاء التي تروج لها الولاياتالمتحدة هي مثل الفطيرة المرسومة في السماء ولا يمكن الحصول عليها الا بعد نزع تسلح كوريا الشمالية تماماً". واعتبرت وزارة الخارجية "ان الحديث الاميركي عن الحوار ما هو الا تمثيلية مخادعة لتضليل الرأي العام العالمي". وكانت وكالة انباء "كيودو" اليابانية نقلت عن مسؤول اميركي ان الولاياتالمتحدة اقترحت اعطاء كوريا الشمالية ضماناً امنياً في رسالة من الرئيس الأميركي. لكن البيت الابيض سارع الى نفي التقرير. وأفادت كيودو في تقرير من واشنطن ان الاقتراح يقضي بأن يقرر بوش في رسالة الى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل ان واشنطن لا تضمر اي نيات عدائية لكوريا الشمالية وان يوضح ان الولاياتالمتحدة ليس لديها اي نية لغزو الدولة الشيوعية او شن هجوم عليها. واضافت نقلاً عن "مصدر بارز بالحكومة الاميركية" ان الاقتراح نقل الى بيونغيانغ عبر بضع قنوات ديبلوماسية بينها البعثة الكورية الشمالية لدى الاممالمتحدة ودولتان اوروبيتان واستراليا، لكن بيونغيانغ لم ترد بعد. لكن الناطق باسم مجلس الامن القومي الأميركي شين مكورماك نفى التقرير ووصفه ب"الكاذب". علماً ان بوش أبدى في وقت سابق لفتة تصالحية تجاه بيونغيانغ بعرض احياء برنامج لتقديم معونات غذائية وامدادات وقود الى كوريا الشمالية اذا تخلت عن طموحاتها النووية. في غضون ذلك، تواصلت المساعي الديبلوماسية المكثفة من أجل الوصول الى تسوية للأزمة حول البرنامج النووي الكوري الشمالي. ويأتي التخفيف الواضح في موقف واشنطن والذي يتضمن تصريحاً من جيمس كيلي مساعد وزير الخارجية الاميركي بأن الولاياتالمتحدة قد تكون مستعدة لتزويد بيونغيانغ امدادات وقود بعد اسابيع من تصاعد التوتر. وكان من المتوقع ان يواجه كيلي ضغوطاً من الصين المجاورة لكوريا الشمالية والحليف الرئيسي لها لاجراء محادثات مباشرة مع بيونغيانغ كما تطالب كوريا الشمالية وبأسرع وقت ممكن. وعرضت بكين استضافة المحادثات فيما قالت روسيا انها تنوي ارسال مبعوث خاص الى عواصم رئيسية للمساعدة في التوصل الى حل ديبلوماسي للأزمة. وصرح كيلي قبيل الاجتماع مع نائب وزير الخارجية الصيني لي جانشينغ ومسؤولين آخرين: "اتطلع الى اجراء محادثات مع مسؤولين صينيين للتحدث عن بعض المشكلات وبحث قضايا صينية - أميركية وقضايا متعلقة بكوريا الشمالية". واضاف "ليس هناك بديل لاجراء اتصالات". وتوقع محللون ان يطلب كيلي من بكين بذل مزيد من الضغوط على بيونغيانغ لتتخلى عن برنامجها النووي وتتفادى اتخاذ اجراءات استفزازية مثل اجراء اختبارات صاروخية. الى ذلك، اتفقت الكوريتان الجنوبية والشمالية على عقد جولة تاسعة من المحادثات على مستوى الوزراء في سيول بين 21 الشهر الجاري و24 منه. ومن المتوقع ان تتناول المحادثات التي عادة ما تركز على التعاون الاقتصادي قضية اكثر إلحاحاً في اعقاب الازمة النووية.