سيول، فيينا، واشنطن - رويترز، أ ف ب - أعربت كوريا الجنوبية أمس عن قلقها البالغ لاتباع جارتها الشمالية "سياسة حافة الهاوية" النووية بعدما نقلت بيونغيانغ وقوداً جديداً الى مفاعل نووي يمكنه انتاج البلوتونيوم اللازم لصنع اسلحة نووية. ونقل مكتب الرئيس كيم داي جونغ عنه قوله في اجتماع لمجلس الامن القومي ان الجنوب يجب ان يتعاون مع الولاياتالمتحدة واليابان "لمنع تدهور الموقف وجلب ازمة الى شبه الجزيرة الكورية". وفي واشنطن، أعلن مسؤول في الادارة الأميركية ان الشمال يناور في ما يبدو لاجتذاب الولاياتالمتحدة الى استئناف المفاوضات لتطبيع العلاقات. غير ان المسؤول أكد ان الولاياتالمتحدة لا تريد ان تناور، وتوقع بأن يكون الضغط الديبلوماسي كافياً لاقناع كوريا الشمالية بمجاراة الآخرين. وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة ان بيونغيانغ نقلت وقوداً جديداً الى مفاعل نووي تريد الولاياتالمتحدة بقاءه مجمداً بسبب امكان استخدامه في انتاج البلوتونيوم لصنع اسلحة نووية. وأوضح الناطق باسم الوكالة مارك جوزدكي: "لاحظنا امس انهم يقومون بأعمال في المفاعل الذي تبلغ قدرته خمسة ميغاوات في يونغبيون.. ولاحظنا انهم ينقلون وقوداً جديداً الى المفاعل". وأضاف ان فنيين من كوريا الشمالية فضوا معظم الاختام وعطلوا اجهزة المراقبة التابعة للامم المتحدة في المنشآت النووية الاربع في يونغبيون وتعبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن القلق على منشآت تخزين البلوتونيوم واعادة معالجته في مجمع يونغبيون. اذ يحوي خزان هناك نحو 8000 من قضبان الوقود المستنفد المشعة التي تحوي كميات كبيرة من البلوتونيوم. وقال جوزدكي "ان مصنع اعادة المعالجة ليس له اي استخدام مدني على الاطلاق". وأبرز اعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية المواجهة الدولية التي اعقبت انهيار اتفاق عمره ثمانية اعوام لتقييد البرنامج النووي لكوريا الشمالية. واتهم وزير الدفاع الكوري الشمالي الثلثاء الماضي واشنطن بدفع شبه الجزيرة الكورية الى حافة حرب نووية. ويقول مسؤولو الاستخبارات الاميركيون ان مفاعل يونغبيون انتج من البلوتونيوم ما يكفي لانتاج قنبلتين نوويتين قبل اغلاقه عام 1994. وذكرت مصادر في الاممالمتحدة ان مجلس ادارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية يعتزم مبدئياً عقد اجتماع في السادس من الشهر المقبل لبحث موضوع كوريا الشمالية. وقد يقرر المجلس منح بيونغيانغ فرصة للتعاون من جديد وعقد محادثات عالية المستوى مع الوكالة او احالة الامر الى مجلس الامن الدولي.