سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
علماء شيعة يعلنون معارضة سلمية للأميركيين ويحذرون من "فتنة" في مسيرة كربلاء اليوم ، ألاف تظاهروا في العاصمة العراقية مطالبين باطلاق ممثل مقتدى الصدر . غارنر يرفض "زعماء الأمر الواقع" ومقبرة جماعية في بغداد
رفض الجنرال الأميركي المتقاعد جاي غارنر رئيس مكتب الإعمار والمساعدة الإنسانية المكلف إعادة بناء العراق، في اليوم الأول لبدء مهماته في بغداد، الاعتراف بالهيئات التي تشكلت في مدن البلاد، خصوصاً في العاصمة، من أجل إدارة شؤونها. وما قد يزيد المواجهة مع الأميركيين اعتقال رجل دين قريب إلى مقتدى الصدر، نجل آية الله محمد صادق الصدر، في حي الدورة واثنين من مرافقيه، وخروج الآلاف للتظاهر مطالبين بإطلاقه. لكن قريبين من المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني ومقتدى الصدر أعلنوا أن معارضة الأميركيين يجب أن تبدأ سلماً، وان لا مكان لإقامة جمهورية إسلامية في العراق. وكشفت أمس مقبرة جماعية في الضاحية الغربية لبغداد، تردد أن نحو ألف سجين سياسي قتلوا ودفنوا فيها. وفي الوقت الذي يتوافد الآلاف من الشيعة إلى كربلاء للاشتراك في إحياء الذكرى الأربعين لمقتل الإمام الحسين، اعتباراً من اليوم، حذر علماء الشيعة في الكويت من "أن بقايا النظام السابق لبسوا العمامة"، واندسوا بين المشاركين في المناسبة "من أجل الفتنة وزعزعة الوضع الأمني". في موازاة ذلك، أعرب زعيم "المؤتمر الوطني العراقي" أحمد الجلبي عن اعتقاده بأن الرئيس المخلوع صدام حسين ما زال يتنقل في العراق، فيما أكد وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع اغلاق حدود بلاده مع العراق، وان عبورها يقتضي الحصول على تأشيرة سورية. وكان غارنر الذي وصل صباح أمس من الكويت إلى بغداد، عبر مطارها الدولي، قام بجولة شملت تفقد محطة كهرباء ومستشفى، واعداً بأن فريقه سيعمل مع الفنيين العراقيين لإعادة الخدمات الأساسية وتقديم المساعدة للمستشفيات. وقال: "ما يجب أن نفعله هو أن نمنح الحياة لنظام جديد في العراق". وشكك في شرعية عراقيين أعلنوا أنهم يتولون مناصب إدارية في السلطة الجديدة، خصوصاً رئيس الإدارة المدنية في العاصمة محمد محسن الزبيدي القريب إلى "المؤتمر الوطني". وقال غارنر: "هناك كثيرون من زعماء الأمر الواقع. لا أعرف من هم لكنّ هدفنا هو بدء عملية يتمكن خلالها الشعب العراقي من انتخاب زعمائه". وفيما كان غارنر منهمكاً في دراسة كيفية إعادة الخدمات، تظاهر الآلاف من الشيعة أمام مقر القوات الأميركية في "فندق فلسطين"، مطالبين بإطلاق الشيخ محمد الفرطوسي موفد مقتدى الصدر إلى "مدينة الصدر" مدينة صدام سابقاً، في منطقة الدورة لدى عودته من النجف ليل أول من أمس، مع الشيخين عبدالحليم الفتلاوي وعبدالرحمن التويلي. وكان الفرطوسي أمّ الصلاة أول يوم جمعة بعد سقوط الرئيس صدام حسين في مسجد "مدينة الصدر" الذي أغلقته السلطات العراقية اثر الاضطرابات التي اندلعت العام 1999 رداً على مقتل الإمام محمد صادق الصدر الذي يؤكد اتباعه أنه قتل على أيدي عملاء للنظام. وحذر الفرطوسي في خطبته من أن شيعة العراق لن يوافقوا على "ديموقراطية شكلية تعطي العراقيين حق التعبير عن رأيهم من دون أن يشاركوا في تقرير مصيرهم". ولم تتضح أسباب الاعتقال الذي لم تؤكده القوات الأميركية. وذكرت معلومات لم تتأكد أن القوات الأميركية حاولت بعد ظهر أمس اعتقال الشيخ حسين الصدر، مسؤول مكتب مقتدى الصدر في الكاظمية. وأبدى مراقبون خشيتهم من مواجهة دامية خلال إحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين، نظراً إلى مشاركة كثيفة لأنصار مقتدى الصدر فيها، واحتمال حصول تماس مباشر مع القوات الأميركية في الطرقات المؤدية إلى كربلاء، أو في المدينة نفسها. وتردد أن بعض هؤلاء مسلحون، تحسباً لمثل هذا الاحتمال.