هدد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر اليوم في الذكرى الثامنة لسقوط النظام السابق، برفع تجميد جيش المهدي اذا لم تنسحب القوات الامريكية من العراق في الموعد المحدد اي نهاية العام الحالي. في وقت شهدت العاصمة العراقية حشودا أمنية مكثفة ترافقت مع تظاهرات في الذكرى السنوية لسقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين. وتقول مراسلة بي بي سي في بغداد ان ساحة التحرير التي اعتاد المتظاهرون التجمع فيها اسبوعيا احيطت بمدرعات عسكرية لتحمي الآلاف من المتظاهرين الذين قدموا من مختلف المحافظات للمشاركة في التظاهرة المركزية في بغداد. وتضيف ان تظاهرات اليوم تحمل شعارا أساسيا يطالب بتنفيذ الاتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة والتي تقضي بانسحاب القوات الأمريكية من العراق بحلول نهاية العام الجاري. ونقل الشيخ صلاح العبيدي الناطق باسم الصدر في كلمة عنه امام حشد كبير في ساحة المستنصرية شرق بغداد "اذا نقض المحتل الاتفاق مع الحكومة العراقية بخروجه في الموعد المحدد فان هذا يعني تصعيد عمل المقاومة والرجوع عن تجميد جيش المهدي". ودعا ايضا الى "تصعيد المقاومة السلمية وذلك بالاعتصامات" والخروج بتظاهرات تهتف "الشعب يريد اخراج الاحتلال ولنكن يدا واحدة... لنثبت للجميع اننا بلد ملتحم ونصرخ نريد اسقاط الغزاة". خيار التمديد وكان وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس قد صرح الخميس بأن القوات الأمريكية قد تبقى في العراق بعد 31 من ديسمبر/ كانون الأول وهو الموعد المتفق عليه إذا تطلب الأمر. وأضاف غيتس خلال زيارة قام بها إلى العراق إن التمديد خيار مطروح على الطاولة. وكان الزعيم الشيعي قرر تجميد انشطة جيش المهدي جناحه المسلح على اثر مواجهات جرت في كربلاء في اغسطس/اب 2007، اذ اتهمت الحكومة العراقية حينها عناصر جيش المهدي بالدخول في اشتباكات مع عناصر الشرطة خلال مراسم شيعية في مدينة كربلاء ما أسفر عن مقتل ما يزيد عن 50 شخصا. ويعود تأسيس جيش المهدي كميلشيا مسلحة الى عام 2003 وبعد سقوط النظام العراقي السابق ودخول القوات الامريكية الى العراق بوقت قصير. ويمثل احدى اكبر الجهات المعارضة للوجود العسكري الامريكي والاجنبي في العراق، وكان له دور رئيسي في عصيانين ضد قوات التحالف وقوات الامن العراقية في شهري ابريل/ نيسان واغسطس/ آب من عام 2004. كما يتهم ايضا بالتورط في العديد من الهجمات الطائفية في العراق.