استبقت المقاومة العراقية زيارة وزير الدفاع الاميركي لبغداد اليوم بهجوم على قافلة عسكرية في بغداد أسفر عن مقتل جندي وأربعة عراقيين وإصابة اكثر من 16 شخصاً في سوق مزدحمة، وهدد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بإضراب عام اذا لم تطلق القوات الاميركية أنصاره المعتقلين لديها. ونظم حوالى ألف عراقي تظاهرة تأييد للأميركيين استنكاراً للهجمات على المدنيين. وفيما عين الرئيس جورج بوش وزير الخارجية السابق جيمس بيكر ممثلاً خاصاً له للإشراف على محادثات لإعادة جدولة الديون العراقية، وقعت 16 دولة اتفاقاً لضمان الصادرات الى العراق. وقتل جندي اميركي واربعة عراقيين على الاقل في انفجار وقع امس قرب مسجد في شارع مكتظ في جنوببغداد عند مرور قافلة اميركية. ووقع الانفجار على بعد حوالى 200 متر من مسجد السامرائي، جنوببغداد، لدى مرور قافلة عسكرية اميركية وحافلة صغيرة مكدسة بالركاب في اتجاهين متقابلين وسط طريق مزدحم. وقال مسؤولون في المستشفيات ان الانفجار أدى الى مقتل أربعة عراقيين وجرح 15 آخرين على الأقل. وأعلن رئيس قسم الطوارئ في مستشفى الكندي كريم عبدالله مسلم ان ثلاثة عراقيين على الاقل نقلوا الى مستشفاه واصيب 13 بجروح. وأضاف: "وصلت الى المستشفى ثلاث جثث، لرجلين وامرأة لم يتم التعرف الى هوياتهم و13 جريحاً، بينهم اثنان او ثلاثة اصابتهم خطرة". وأعلن "التحالف" في بيان ان جندياً أميركياً قتل في الهجوم نفسه. وكان على متن ناقلة في قافلة من ثلاث آليات حين انفجرت عبوة يدوية الصنع بين السيارتين. في الكوفة، هدد مقتدى الصدر في خطبة الجمعة أمس بإعلان اضراب عام إذا لم تطلق القوات الاميركية سراح عدد من انصاره المعتقلين. ولم يكشف هوية المحتجزين الذين اشار اليهم ولا المدينة التي اعتقلوا فيها. واضاف ان "الاضراب العام سيبدأ في ذكرى مقتل محمد صادق الصدر" الذي يصادف في كانون الثاني يناير المقبل. وكان محمد صادق الصدر وهو والد مقتدى الصدر قتل في النجف عام 1999. وحمل انصاره النظام السابق مسؤولية قتله. وكان شهود افادوا الاسبوع الماضي ان القوات الاميركية اعتقلت في كربلاء 38 من انصار مقتدى الصدر. ودان الزعيم الشيعي "الاعتداءات الاميركية على الشعب العراقي"، في اشارة الى مقتل عراقيين في سامراء. وتظاهر مئات المصلين بعد الصلاة في الكوفة تنديداً بالاحتلال وبمجلس الحكم الانتقالي مطالبين بالافراج عن المعتقلين. وبين الموقوفين لدى الجيش الاميركي ممثل الصدر في كربلاء الشيخ كاظم الناصري والشيخ حمزة الطائي والشيخ اكرم الكعبي. وقال مصدر قريب من تيار الصدر انه تم اخيراً توقيف الإمام مؤيد الخزرجي جنوببغداد. الى ذلك، كلف الرئيس جورج بوش امس وزير الخارجية السابق صديق العائلة جيمس بيكر الإشراف على خفض ديون العراق الخارجية وإعادة هيكلتها من خلال اطلاق مفاوضات مع الحكومات والمؤسسات المالية. وجاء في بيان للناطق باسم البيت الأبيض سكوت مكليلان ان بيكر "سيعمل بوش معي مباشرة وسيقود الجهود الدولية مع الحكومات على أعلى المستويات ومع المنظمات الدولية ومع العراقيين لإعادة هيكلة ديون العراق الرسمية وخفضها". وتقدر ديون العراق بحوالى 125 بليون دولار. ونقل مكليلان عن بوش قوله ان "نظام صدام حسين وضع على عاتق الشعب العراقي مثل هذه الديون لأنه كان أكثر اهتماماً ببناء القصور وغرف التعذيب والقبور الجماعية منه بمساعدة الشعب العراقي". واضاف ان تعيين بيكر جاء بناء على طلب من مجلس الحكم الانتقالي في العراق. وزاد ان مستقبل الشعب العراقي "يجب ألا يكون مرهوناً للعبء الضخم الذي ترتب على سعي نظام صدام حسين الى الثراء". واعتبر ان خبرة بيكر في الديبلوماسية وشؤون التمويل الدولي "سيساعد في حشد اجماع دولي لتسوية عادلة وفعالة لهذه المسألة". في روما، وقعت 16 دولة اتفاقاً لتقديم اكثر من بليوني دولار ضمانات للتصدير القصير الأجل لشركات تتطلع الى الفوز بعقود اعمار في العراق. وقال ماريك بلكا رئيس السياسة الاقتصادية في الادارة الانتقالية للعراق ان الاتفاق يسهل للشركات العراقية شراء سلع تشتد الحاجة اليها، ويجعلها أقل اعتماداً على الصفقات الباهظة التكاليف القائمة على الدفع نقداً. واضاف بعد التوقيع في مكاتب الخزانة الايطالية: "هذا حدث مهم جداً للقطاع الخاص ومفيد لجهود الاعمار". وقال مسؤول ايطالي طلب ألا ينشر اسمه، ان اكبر المساهمين هما الولاياتالمتحدة واليابان التي عرضت كل منهما ضمانات قروض قيمتها 500 مليون دولار. ووقعت المانيا التي عارضت بشدة الغزو الاميركي للعراق الاتفاق، لكن فرنسا غابت عن الاجتماع. وقال بلكا، وهو وزير مال بولندي سابق "لا أفهم الفرنسيين".